قبل أسابيع قـــلــــيــلة، بدأ الــتـــلفزيون الـــرسمي الإيراني بثّ مسلسل جديد بعنوان A Zero Degree Turn، وقد صُوِّر في طهران وباريس وبودابست، ويعرض أسبوعياً في وقت الذورة. يروي المسلسل قصة شاب إيراني (يؤدي دوره الممثل شهاب حسيني) يزور باريس، قبيل تأسيس دولة إسرائيل، ويلتقي بفتاة يهودية في الجامعة. هكذا تنشأ بينهما علاقة صداقة متينة، يوصل كاتب العمل حسان فتحي، من خلالها، عدداً من الرسائل. وهذه الرسائل أزعجت إسرائيل كثيراً، فوجّـهت أخيراً عـبر إعلامها انــــتــقــادات حادّة لـلــبرنامج. وتـشـير صحيفة «هآرتس» إلى أنّ العمل يحمِّل الأوروبيين، في الحرب العـاليمة الثانية، مسـؤولية تهجير الإسرائيليين إلى أرض فلسطين، ويطلب من دول أوروبا إقناعهم بواجب العودة من حيث أتوا. وترفض الصحيفة هذه الإشارة، مؤكدةً أن الدولة العبرية هي صاحـبـة هذه الأرض التي اغتصبتها بالقوة. وفيما تؤكد «هآرتس» أن العمل يعادي السامية، يشير كاتب الحـــــــلقات (عددها 22، وقد عرض منها 8 حتى اليوم)، أن العمل يستند إلى وثائق وكتب تاريخية، ليظهر حسن معاملة الإيرانيين للإسرائيليين خلال فترة الحرب. ويقول: «يهدف العمل إلى توضيح صورة الإيرانيين لدى الرأي العام، نحن شعب يؤمن بالمساواة بين الشعوب، وحقها بالعيش».
وانتقدت «هآرتس» المسلسل أيضا بكونه يظهر الألمان كأنهم أجبروا عــــــلى الحرب، وأن الكثير من اليهود رفـــــــضوا فكرة الهجرة إلى إسرائيل، لأنهم مدركون حجم المشاكل التي ستعترضهم في المنطقة العربية.
يذكر أخيراً أن إسرائيل هاجمت في عام 2004 مسلسلاً إيرانياً ثانياً بعنوان «من أجلك يا فلسطين»، أظهر كيف تعمل إسرائيل على خطف الأطفال الفلسطينيين للاتجار بأعضائهم.