فاطمة داوود


روبير أبي نادر: بريق هوليوود

أراد روبير أبي نادر أن يوصل من خلال عنوان مجموعة أزيائه لربيع وصيف 2007 «بريق هوليوود»، رسالةً واضحة: تقديم المرأة كنجمة، ومنحها إطلالة مبهرة، كما لو كانت فنانة شهيرة، تختال بأناقة بالغة، وسط تصفيق الجمهور، أمام فلاشات الكاميرا. إلا أن المصمم اللبناني لم يخرج في عرضه الذي أقيم في قاعة «الوستن» الباريسية، عن المألوف، بل انتهج الخط العالمي للموضة عبر تقديم نفحات من العصر الفيكتوري بقصّاته الفضفاضة، والياقات العالية المكوّنة من الكشكش المتعددّ الطبقات، والمنثور في أماكن عدة من الأعلى والأسفل. كما ركّز على التفاصيل بدقة متناهية، فسلّط الضوء على جمالية الجسد من دون مبالغة، مبتعداً عن الألوان المتداخلة إلا في ما ندر، واقتصر التزاوج على الأسود والأبيض.
سيادة الألوان الواحدة على المجموعة، مع سيطرة الأسود، لم تمنع أبي نادر من تطعيم التصاميم بألوان الفضي والذهبي والبنفسجي (الفاتح والغامق) والزهري، لعكس أجواء الصيف المنعشة. كما ركّز بشكل صارخ على التناقض بين الأسود والأبيض في فساتين و«تايورات» كلاسيكية عدة. إضافة إلى ذلك، جاءت التقنية العالية في استخدام الأقمشة لتثبّت قدرته على تسخير الـ«تفتا» والـ«ساتان دوشاس» والـ«زبيرلين» من أجل إضفاء رونق مميّز على التصاميم. كما اعتمد على الـ«شيفون» في قصّات مقوّرة عند الخصر حتى الوركين، بأسلوب مثير للغاية، وأبرزه في تصاميم عديدة عند البطن وخلف الظهر، مع تطاريز راقية.
ضمّت التشكيلة عدداً من الفساتين الفضفاضة، مكشوفة الكتفين والصدر، برز بينها فستان أسود مصنوع من القماش الفاخر الكثيف، مزيّن بطبقات عدة من الكشكش، بدءاً من أعلى الصدر حتى أخمص القدمين، مع اعتماد قماش «الدانتيل» عند البطن لمزيد من الإغراء. كذلك تميّز العرض بفستان مصنوع من قماش مطبّع باللونين الزيتي والبيج الفاتح، ومزيّن بكشكش ذي ثنيتين. هناك أيضاً فستان زهري، انسدل بخفة، كاشفاً عن ساقي العارضة التي بدت كراقصة إسبانية على خشبة العرض. ولم يغب «التايور» الكلاسيكي، فظهرت التصاميم المؤلفة من سترة ذات أكمام طويلة، وقصّة تضيق عند الخصر بواسطة أحزمة عريضة، وتنورة متوسطة الطول زيّنت بالكشكش الناعم، واستخدم فيها المصمم الأقمشة المطبّعة والمطرّزة.
من أين يستوحي أبي نادر مفهوم تصاميمه كلّ موسم؟ يجيب: «كنت وما زلت أعتمد على مخيّلتي في اختيار المفهوم المناسب، لأتحرّك ضمنه من خلال التفاصيل الدقيقة المكوّنة للمجموعة. ركّزت على ألوان معينة ثم بلورت الأشكال النهائية، وانتقيتُ لاحقاً التصاميم المناسبة لعرضها أمام الجمهور».
بعد جائزة الأناقة كأفضل مصمم أزياء قبل 25 عاماً، تولّى حينها أبي نادر تصميم أزياء ملكات جمال فرنسا، اختير أخيراً فستان العروس الذي صمّمه لموسمي خريف وشتاء 2006، كأفضل زيّ في أسبوع الموضة الباريسي، بعدما حاز إعجاب اللجنة الإعلامية المنظمة لهذا الحدث السنوي. وأقام قبل أيام في موناكو عرضاً خاصاً لمجموعة خريف وشتاء 2008، تحسّباً لوقوع أي أحداث أمنية في لبنان، تمنعه من المشاركة في أسبوع الموضة الباريسي الذي تنطلق فعالياته في تموز (يوليو) المقبل. وأقيم العرض برعاية الأميرة ستيفاني دو موناكو وحضورها إلى جانب الأمير ألبير دو موناكو، وعدد آخر من الشخصيات مثل كاترين دو نوف وأنطونيو بانديراس وشاكيرا ومونيكا بيللوتشي. أخيراً، يستعد روبير أبي نادر الذي أطلق قبل مدّة مجموعة محدودة من الساعات السويسرية مرصّعة بالألماس وموقّعة باسمه، حملت عنوان «الرقم 1»، لاقتحام عالم الملابس الجاهزة. وسيعرضها في صالة حديثة في مدينة ميلان الإيطالية، على أن تشمل مجموعة كاملة من الملابس، بدءاً من الجينز، وصولاً إلى فساتين السهرة الراقية. ومن المتوقّع تسويقها لاحقاً في سيدني وطوكيو وموسكو وهونغ كونغ. كما وقّع عقداً مع المخرج العالمي ستيفن سبيبلبرغ لتنفيذ تصاميم فيلمه الجديد.
وقد اختاره سبيلبرغ من بين مصممين عالميين مثل شانتال توماس، وجون لوي شيرير.




طوني ورد: سيدات الأعمال Sexy أيضاً

في مجموعته الجديدة لربيع وصيف 2007، ينسج طوني ورد تصاميمه من لغة العيون. من هنا، جاءت مجموعته «طرفة عين» التي تمزج بين صيحات الموضة الغربية وخصوصية الأزياء الشرقية، تكريساً للاتجاه الجديد الذي يحاول استبدال صورة المرأة العصرية من سيدة أعمال، لا تهتمّ سوى بـ«التايور» الكلاسيكي الجامد إلى أخرى تختال بفساتين مغرية، تبرز أنوثتها. يبدو ذلك واضحاً من خلال تركيزه على التصاميم المتطايرة الأطراف، حيث سخرت الألوان والأقمشة خدمةً لمفهوم العرض العام. وهو اعتمد أيضاً على المرايا وانعكاساتها تحت الأضواء الباهرة، ليمنح امرأته شعوراً بالتوهج.
في العرض، حضر التايور بقوة عبر تصاميم مؤلفة من سترات قصيرة وتنانير متوسطة الطول وسراويل. أما بالنسبة إلى الفساتين، فقد جاءت فضفاضة و«مقوّرة» عند الصدر والظهر بأسلوب مثير، مع غياب تام للأحزمة العريضة التي شكّلت الموضة الرائجة هذا الموسم.
ابتكر ورد تصاميم متآلفة في اللون والقماش، كما التزم الألوان الكلاسيكية مثل الأبيض والفضّي والذهبي والأزرق والعسلي، مبتعداً عن الألوان الصارخة، ما عدا تصاميم قليلة باللون الفستقي والزهري الفاتح، وأخرى اعتمدت على تناقض الأبيض والأسود. وتماشياً مع خطوط الموضة العالمية، برزت في المجموعة طبعات الورود والتطاريز الناعمة والمزركشة والكشكش، وخصوصاً عند أعلى الكتفين وكأنه معطف لفّ جسد العارضة. كما اعتمد الكشكش عند أسفل التنانير المخصصة للتايورات الرسمية. واستعان أيضاً بـ«الموسلين» الملوّن والـ«تفتا» والـ«تول الشفاف» والـ«كريب» باللونين الذهبي والفضي.
لكن لماذا يُبرز ورد «التايور» في كلّ مجموعة يقدّمها؟ يجيب: «لطالما حرصتُ على تقديم الملابس الرسمية. ومثلما تجد عندي الزبونة طلبها من الأثواب الراقية والكلاسيكية، أقدم لها «التايور» المميز والمطبّع بالورود الملوّنة ليلائم مناسباتها الخاصة والكبرى، علماً بأن تصميم «التايور» يتطلب تفرّغاً كاملاً. وأنا عملت في باريس في هذا المجال قبل أن أتدرّب لدى «ديور» و«كلوي» على تصميم الفستان في السنوات الثلاث الأخيرة».
لم يهمل طوني ورد في العرض بعض التفاصيل المحيطة بالتشكيلة، وخصوصاً أنه اعتاد تقديم عروضه في عواصم عالمية: «أخذت بالحسبان أنني سأقدم تصاميمي في مدن أوروبية عدة، من روما إلى موسكو ومنتينيغرو وساراييفو وبالم بيتش. لذا استلهمت من حضارة هذه البلدان، مفهوماً معيناً، اختلط مع مزاجي الفني. وعلى الصعيد التقني، ركّزت على التفاصيل الخاصة بالماكياج، وخصوصاً الظلال التي لوّنت جفون العارضات. وبما أنني استوحيتُ عنوان التشكيلة من «طرفة العين»، كان لا بدّ من أن تتناغم العيون مع الأقمشة والألوان وأشكال التصاميم».
اللافت أن ورد يحرص على تقديم فستان عروس واحد، خلافاً للسياسة المتبعة في عروض زملائـه. هكذا ظهرت عروسه بفستانها الأبيض الطويل والطرحة المنسابة على شعرها حتى أخمص قدميها، وكأنها أميرة من عالم آخر. ومع ذلك، يستدرك قائلاً: «إبراز فستان واحد لا يعني أنه التصميم المخصص لجميع العرائس. في الواقع، لكل امـرأة شخصية مستقلة ومقاييس جمالية مختلفة». وانطلاقاً من هنا، يسافر ورد موسمياً إلى روما وفلورنسا، لاستقدام القماش والأحـــجار الكريــــمة الخاصّة بكلّ ثوب.
عروض المصمم ورد لن تقتصر إذاً على روما فحسب، بل ستمخر عباب عواصم أوروبية عدة، على أن تحطّ رحالها قريباً في موسكو حيث تجري التحضيرات على قدم وساق لافتتاح صالة خاصة بالعرض. وهو بذلك يكون أول مصمم عربي يقتحم السوق الروسية. وهنا، يؤكد ورد على إعجابه بالمرأة الروسية التي يصفها بـ «الأكثر أنوثة في العالم، إذ تتمتع بمواصفات جمالية عالية، وخصوصاً جمال الوجه، رشاقة القد، ومقاسها لا يحتاج إلى أي تعديل يذكر».