نجوان درويش
«عيد الموسيقى» الذي ترعى أنشطته مؤسسات حكومية فرنسية قد لا يمرّ على خير في المنطقة العربية هذا العام؛ فجولة الفنانة الجزائرية سعاد ماسي ـــ وهي الحدث الأبرز ضمن فعاليات هذا «العيد» عربياً ـــ سوف تنتهي بحفل في تل أبيب ليلة 28حزيران الجاري. ويجيء بعد حفلاتها المقررة في رام الله ومصر والإمارات العربية وعمّان. وقد أثيرت «قضية سعاد ماسي» إثر حملة أطلقها أصحاب مدونات مصريون طالبوا فيها بمقاطعة حفلة ماسي غداً في ساحة مكتبة الإسكندرية.. وحفلاً غنائياً آخر في القاهرة تحييه ماسي بمشاركة فرق مصرية في «قلعة صلاح الدين» الخميس المقبل. وقد كتب صاحب مدونة «جار القمر» تحت عنوان «قاطع سعاد.. إنّ الركب مرتحل» دعوة إلى مقاطعة حفلات ماسي في مصر رداً على الأخبار الشائعة عن حفلتها في تل أبيب. وتعكس اللغة الحادة التي استعملها «جار القمر» غضب الشارع العربي من قيام فنانين عرب بارزين بزيارة «إسرائيل».
معظم التعليقات المنشورة في المدونات الإلكترونية تعكس مشاعر خيبة أمل يشعر بها محبو الفنانة الجزائرية الشابة، واستياءهم من فكرة أنها ستغني للمحتلين وأمام «قتلة الأطفال» وفق تعبير هيثم صاحب مدونة «جار القمر» التي حازت العام الماضي «جائزة أفضل مدونة عربية» في «مسابقة دويتشه فيله العالمية للمدونات» في ألمانيا.
موقف المدونين المصريين الشبان هنا يتوافق مع توجهات الشارع المصري الرافض للتطبيع الثقافي مع إسرائيل.
وفيما يوجّه معظم المدونين وقراء المدونات اللوم لـماسي، فإن القسم الآخر منهم يوجهون اللوم للسفارة الفرنسية التي نظمت هذه الجولة ولم تراع حساسيات الشارع العربي الذي يرفض التعامل مع إسرائيل طبيعياً.
ويذكر المدوّنون أن ماسي من الجزائر «بلد المليون شهيد» وبلد «جميلة بوحيرد»، فإذا ما زارت إسرائيل وغنت للمحتلين تضاعف من الألم الذي تسببه لأبناء الدول العربية.
في رام الله، تسود أيضاً مشاعر الاستياء من سعاد ماسي. ففي مقهى شعبي بوسط البلد كان جمع من الأصدقاء يتحدثون عن الموضوع. قال رأفت الأسعد (فنان تشكيلي): «كنت سأحضر حفلة سعاد ماسي، لكن لو تأكد فعلاً أنها ستغني في تل أبيب فأنا وقسم كبير من الجمهور الفلسطيني سنقاطع حفلتها بالتأكيد... تكفينا مواقف الأنظمة وانتهازية السياسيين».
أما إبراهيم نجم (أحد عازفي «الاوركسترا الفلسطينية») فطالب «سعاد ماسي بأن تلغي هذه الحفلة حتى لا تخسر جمهورها الفلسطيني والعربي، على الفنان أن يتخذ موقفاً أخلاقياً ضد قوى الظلم».
من المبكّر استباق الأحداث بالأحكام، فحتى الآن لم يصدر أي توضيح من ماسي يؤكد أو ينفي ما يُشاع عن حفلتها في تل أبيب، ولم تتطرق الجهات الفرنسية المنظمة للأمر، ولا سيما أن الخبر عن حفلتها في تل أبيب الذي أورده موقع جزائري باللغة الفرنسية (www.algeriades.com ) مقتضب للغاية ولا يقدم إيضاحات.
يُذكر أن ماسي من مواليد مدينة الجزائر عام 1972، وكانت انطلاقتها من فرنسا التي انتقلت إليها بعد عام 1999. وقد أصدرت ثلاثة ألبومات، آخرها «مسك الليل» (2005).