ما الذي يجري في العالم الافتراضي؟ الأسئلة تُثار عن مستقبل شبكة الإنترنت، والتغييرات تطاول أبرز العاملين في إدارة محركات البحث. فقد قدّم أمس تيري سيميل المدير التنفيذي في إدارة محرّك البحث الإلكتروني Yahoo استقالته بعدما تراجعت أسهم هذا المحرّك مع صعود أسهم المحرّك الإلكتروني المنافس Google وابتكاراته في الفترة الأخيرة. وقد عيّنت إدارة الشركة أحد مؤسسي المحرّك والمساهمين في إطلاقه عام 1994 جيري يانغ. وكانت الشركة المسؤولة عن Yahoo قد أطلقت قبل 18 شهراً ورشة تحسينات في إدارتها، وقامت بصرف مديرين وتبديل البعض الآخر على الرغم من مواجهة بعض المعارضين من داخل الهيئة التنفيذية. ولكن تلك الخطوات كانت «ضرورية وملحّة» كما فسّرت الإدارة، وخاصة بعدما أبدت «وول ستريت» (أي بورصة نيويورك) وشركات مالية أخرى عدم رضاها عن النتائج التي تحققها Yahoo. وفيما يقول المدير المستقيل بأنّه «يرى في نفسه مدرباً فقط ولا يفلح في اللعب على أرض الملعب»، يعد المدير الجديد يانغ بأنه «لن يغيّر استراتيجية الشركة بأكملها ولكنه سيعمل على جذب المواهب الشابة والمُبدعة في هذا المجال». وعلى رغم النجاحات الكبيرة التي يحققها محرك البحث «غوغل» وتربّعه منذ سنوات على عرش المحركات، فإن الشائعات تكثر في الفترة الأخيرة وتطال عاملين فيه، وتتحدث أخبار غير مؤكدة تتداولها المواقع العلمية عن إمكانية إجراء تغييرات في إدارة هذا المحرك.من جهة أخرى، لفت موقع «بي بي سي» أخيراً إلى أنه مع الازدياد المطّرد في تدفّق المعلومات والبيانات عبر شبكة الإنترنت تزداد التحذيرات من أن نظام الشبكة العنكبوتية قد يتعرض للانهيار قريباً بسبب الأحمال المتزايدة عليه. وهذه التحذيرات ليست جديدة بل نسمعها عاماً بعد عام. في بداية تسعينيات القرن الماضي اعتاد مستخدمو الإنترنت إرسال رسائل بريد إلكتروني لم يزد حجم معظمها على عدة كيلوبايتات.
وفي منتصف التسعينيات ظهرت مواقع حافلة بالصور، واختُرعت أجهزة تشغيل الملفات الموسيقية (MP3).
عندئذ بدأ مستخدمو الإنترنت يرسلون ويتبادلون أحجاماً أكبر من المعلومات والبيانات بسبب الصور والملفات الموسيقية العالية المحتوى والحجم، ما أدى إلى تضخم محتوى الإنترنت وثقله في صورة مذهلة بمرور السنين.
ومع بدايات عام 2003 عمد المستخدمون إلى تحميل ملفات ضخمة تحمل تسجيلات فيديو بالصوت والصورة وتبادلها، ما ضاعف الضغط على حجم الشبكة ولا سيما مع ظهور مواقع متخصصة كموقع YouTube.
توقُّع انهيار الشبكة في أية لحظة تحت وطأة الضغط المتزايد يشكل هاجساً مؤرقاً بالنسبة إلى عدد كبير من رجال الأعمال، فمع بدايات الإقبال على الإنترنت وذيوع استخدامه استُثمرت مليارات الدولارات حول العالم في مدّ شبكات لنقل إشارات الإنترنت، ما زاد قدرة الشبكة على استيعاب المزيد من البيانات وكبّر حجم التوسع مع حدوث المشكلات التي صاحبت الانتقال إلى الألفية الجديدة في نهاية عام 1999. لا تزال الشركات المتخصصة في الإنتاج الإلكتروني تقدم آلات وحلولاً قادرة على استيعاب المتطلبات المتزايدة والمرافقة للتوسع في استخدام الإنترنت، لكن الخوف يكمن في أن تعجز هذه الشركات في فترة مقبلة عن تقديم حلول جديدة.