باسم الحكيم
سلسلة تاريخية «تُنصف» كليوباترا وزميلاتها، حلقات كوميدية ترصد الصراع التاريخي بين «آدم وحوّا»، وتعاون إنتاجي قريب مع شركات سورية... يبدو أن التمثيل ليس حالياً من أولويّات كلوديا مرشليان التي تحمل في جعبتها سيناريوهات عدّة، أبرزها فيلم محلّي عن المسيح

في ظلّ انشغالها في التلفزيون والمسرح والسينما، لا تجد كلوديا مرشليان وقتاً لحياتها العائلية. باتَ لها عالمها الخاص، تعيش فيه مع شخصيات على ورق، قبل أن تنقلها إلى الشاشة. وهي على الأرجح، لن تحظى بالوقت الكافي للتمثيل الذي بدأته طالبةً في معهد الفنون مع المخرج باسم نصر في مسلسل «الضحيّة».
وإذا كان التمثيل لم يحقّق لكلوديا النجوميّة الكافية، فهي تسير بخطوات متأنّية ومدروسة نحو نجوميّة الكاتبة، وخصوصاً بعد نجاح مسلسليها «نضال» لإيلي ف. حبيب و«مش ظابطة» لإيلي فغالي. كما أنّها تراهن على سلسلة «حوّاء في التاريخ» للمخرج السوري محمد رجب الذي ُيستكمل تصوير حلقاتها في جبيل والبترون، حيث ستُعرض في رمضان على LBC. تأجيل تصوير المسلسل جاء لمصلحة مرشليان: بعد انشغال سمير حبشي (كان من المقرر أن يخرج السلسلة)، بفيلمه «دخان بلا نار»، انتقل النص إلى محمد رجب، وهو بدوره قدّمه إلى جهة إنتاج سورية. وتقول: «أسعدني تقديرها لعملي، لكنني طلبتُ منها تأجيل التعاون بيننا، بسبب العقود التي وقّعتها مع شركة «مروى غروب» لمروان حداد».
قبل أيّام، انتهت مرشليان من كتابة النصوص السبعة لسلسلة «حواء في التاريخ». واتفّقت مع المخرج والمنتج على إلغاء الحكاية الثامنة عن رابعة العدويّة، لأن الثلاثيّات ستتحول إلى رباعيات، حسب رؤية المخرج الذي «يضع لمسة إبداعية خاصة على المشاهد الصامتة»، كما تقول. هكذا ستغيب ثلاث شخصيات من السلسلة التي انطلقت فكرتها الأساسية مع عشر نساء، وتعزو الكاتبة ذلك إلى «التغييرات الجذرية التي شهدها المشروع: فالثلاثيات لن تفي الشخصيات التي نتطرق إليها، والأحداث المهمة التي مرت في حياتها، حقّها». كما تنفي تبديل بطلة قصة بأخرى، «لأن الاتفاق مع بعض الممثلات كان شفهيّاً، ولم تتسلّم أي ممثلة نصاً»، باستثناء كارول سماحة التي قرأت «زنوبيا»، قبل أن نرتئي معاً انتقالها إلى حلقات كليوباترا، حتّى لا تجسّد الشخصية نفسها على المسرح وفي التلفزيون». وتؤدي نادين الراسي شخصية نفرتيتي، وجومانا مراد دور زنوبيا، وريتا برصونا شخصية أليسار، وسيرين عبد النور دور شهرزاد ويتربّع يورغو شلهوب على عرش شهريار.
وماذا عن خماسية ولّادة بنت المستكفي التي رشّحت لبطولتها الفنانة فاديا طنب الحاج؟ تؤكد مرشليان أن «مسألة الاختيار ستُحسم بعد «الكاستينغ» لمعرفة ما إذا كانت الحاج قادرة على تجسيد الدور، وخصوصاً أن الخماسية تصوّر الأميرة والشاعرة العربية في سن العشرين. وفي الحالتين، ستؤدي فاديا موشّحات ولّادة بصوتها، إضافة إلى الاستفادة من خبرتها في الموسيقى الشرقيّة». وعن إمكان تقسيم الخماسية إلى مرحلتين، فتقدّم فاديا طنب الحاج الشخصية في سنّها المتقدم، تشير مرشليان إلى أن العمر الثاني سيقتصر على عشر دقائق تقريباً، إذ تركّز القصة على علاقة الشابة ولّادة بالشاعر ابن زيدون. ويبقى حسم انتقاء بطلة الخماسية الأخيرة عن ليلى العامريّة التي «تضيء على قصة حب قيس وليلى في غضون أيّام». لكن ما هو الجديد الذي تقدمه هذه السلسلة، بعدما تناولت الدراما العربية سِيَر هؤلاء سابقاً؟ تجيب: «تمزج هذه الحلقات بين الدراما والوثائقي، وتسلّط الضوء على جوانب مخفيّة من حياة هؤلاء النساء، إضافة إلى السلاسة التي تُنسي المشاهد أن العمل مكتوب باللغة الفصحى».
تهدأ نبرة صوت كلوديا مرشليان عندما تتحدث عن مشاريعها الأخرى، وتؤكد صعوبة كتابة حلقات «آدم وحوا» التي تُعرض على «المستقبل»، وتستعدّ مع شركة «بيري سكوب» لتنفيذ موسميه الثالث والرابع، ساعيةً إلى أن يكون إيلي حبيب مخرجهما. كما تكشف عن رغبتها في تنفيذ حلقات جديدة من «مش ظابطة»، إضافةً إلى مسلسلين أحدهما مؤجل منذ سنوات هو «الدكتورة هلا» الذي كتبت منه خمس حلقات، و«لونا» من سلسلة «زمن». وفيما تؤكد أن أفكار العملين جاهزة، تكشف عن مشاريع قصص جديدة من زمن، «إلاّ أنني أُفضّل التريث في تنفيذها، والاكتفاء بقصة واحدة في العام». علماً بأن المؤسسة اللبنانية للإرسال ستعرض قريباً قصة «الليلة الأخيرة» مع ريتا برصونا ويورغو شلهوب، للمخرج سمير حبشي.
وتتوقّف مرشليان عند تجربتها التي لم تكتمل مع المخرج نجدت أنزور، يوم طلب منها كتابة ثلاثية من «المارقون» الذي عرض على الفضائيّة اللبنانية في رمضان المنصرم. تفضّل ألّا تسميها تجربة، «لأن عملي توقّف عند تسليمه النص، بعدما حالت الأوضاع الأمنية في الربيع وحرب تموز دون تنفيذه. لكن التعامل المعنوي والمالي والأخلاقي معه، كان مميزاً. وأظن أن أنزور ليس من النوع الذي يتصل من لندن بكاتب، ليبدي إعجابه بالنص مجاملةً فقط».
وفيما تشهد الكتابة التلفزيونيّة زيادة في عدد الممثلات الوافدات إليها، تتمنى مرشليان أن تقدّم هؤلاء أعمالاً جيدة، إذ «نعاني في لبنان نقصاً حادّاً في الكُتّاب». ثم تستدرك: «كل إنسان قادر على الكتابة لمرة واحدة، أما الرهان فهو على الاستمرارية...كثرٌ جرّبوا ونفّذوا عملاً يتيماً ثم غابوا لأنهم لا يملكون الموهبة»، معتبرةً أن لكلّ كاتب خطه، «تستطيع أن تتعرّف إلى نص مروان نجار أو شكري فاخوري أو أنطوان غندور، بعد دقائق من عرض الحلقة».
في النهاية، تنفي مرشليان ما يتردد من اتهامات لجوائز «موريكس دور»، بأنها تظلّ حكراً على برامج LBC، وتقول: «المؤسسة اللبنانية للإرسال هي القناة الوحيدة التي تعرض الدراما... علينا أن ننتظر نتيجة العام المقبل، فمع دخول مسلسل «امرأة من ضياع» الذي يُعرض على «نيو تي في» المنافسة، ستنكشف الحقيقة. وإذا ثبت أن الجوائز توزّع فقط على من يعمل مع «أل بي سي»، سأكون من أول المعارضين لها، ولو فزت بالجائزة!».