«أيتها الأخت بيلا، هل ما زالت عيناك حالكة السواد؟/ وثغرك ناضراً وأحمر/ وثدياك؟ كيف حالهما؟»... هذه الأبيات مقتطفة من مجموعة شعريّة إيروسيّة هزّت إسبانيا أخيراً. بدأت الحكاية حين قررت دار معروفة في مدريد نشر مجموعة غير منشورة للشاعــــــــــر خوان رامــــــــــون خيمينيز (1881- 1958)، ينقـــــــل فيها أجواء مغامراته العابثة في دير للراهبات في مدريد!
ويبدو أن الشاعر الفـــــــــائز بجائزة نوبل (1956)، أقام علاقات «خاصة» مع ثلاث راهبات من ديــــــر الوردية، كـنّ يعملن في مستشفى في مدريد، حيث أمضى الشاعر سنتين مطلع القرن العشرين، وصفهما بأنهما «أجمل أيام حياته».
امتنع خيمينيز عن نشر المجموعة الشعرية في حــــــياته حتى لا يصدم زوجته المستقــبلـــــــــية ووالـدته «المحافظــة».
الا أنّ قراره كُسر أخيراً، وها هي المجموعـــــــة الشعرية تخرج إلى النور بعد قرابة نصف قرن على رحيل صاحبها، لتمثّل صدمةً حقيقيةً بسبب «شهوانيتها وايروسيتها» وتكشف وجهاً آخر غير الذي عهده الناس لدى خوان رامــــــــــون خيمينيز .
المجموعة التي تحمل عنوان «أشعار الحبّ»، تضم 25 قصيدة غير منشورة عن مغامرات خيمينيز، ما أثار استياء إدارة دير الوردية حسب صحيفة «إل باييس» الإسبانية.
وترد في المجموعة أسماء راهبات ربطتهن بالشاعر علاقات مزعومة. لكن لم يعد هناك من يسعه أن ينفي أو يؤكد تلك الشطحات الشعرية التي تنتمي الى عالم الخيال والأدب.
وينتمي خوان رامون خيمينيز إلى مجموعة من الكتّـــــــــاب الذين أطلقوا نهضة أدبية عقب خسارة إسبانيا مستعمراتها لمصلحة الولايات المتحدة عام 1898. تأثر، في مراحله المبكرة، بالرومانسية الألمانية... ثم بالرمزية الفرنسية.
وتميّزت أشعاره بحضور طاغ للعنصر البصري والألوان. ثم شهد أسلوبه الشعري تحوّلات جذرية فصار أكثر تقشّفاً، وأقرب إلى النثر. ومثّل رامون أحد أبرز رموز الجيل الشعري الجديد في إسبانيا.
من أبرز أعماله الشعرية «أصوات أغنـــــيتي» و«حدائق بعيــــــدة» و«مظهر الحزن» و«الأغنية التائهة» و«حيوان الأعــــــــــماق» التي تُعدّ من أفضل أعماله على الإطلاق، وفـــــــيـها أفصح عـــن هواجسه الدينيّة التي احــتلت حيزاً كــــــبيراً في الســــــــنوات الأخـيرة من حياته.
(الأخبار)