محمد عبد الرحمن
لم يعد الريموت كونترول كافياً لاكتشاف المسلسلات الجديدة. في زحمة الدراما، بات المنتجون يعلنون عن أعمالهم في حفلات صاخبة، ومؤتمرات صحافية، وملصقات تغزو الشوارع... الشاشة
الصغيرة تحسب نفسها السينما


بين أفلام تتنافس في موسم الصيف، ومسلسلات تسابق الزمن للعرض في رمضان، باتت الدعاية عنصراً مؤثراً في جذب الجمهور. هذا العام، رفع المنتجون شعار «الغاية تبرر الوسيلة»، وبدأ كل منهم البحث عن أشكال وصيغ جديدة للتسويق تضمن مشاهدة العمل الذي صُرفت عليه الملايين.
قبل أيام، أثار إعلان فيلم أحمد السقا حفيظة الصحافيين. إذ كان من المقرر أن تستقبل دور السينما فيلم «تيمور وشفيقة» للسقا ومنى زكي في آب المقبل. لكنّ تأجيل عرض فيلم عادل إمام لأسبوعين، أحدث فراغاً في هذه الصالات، ما عجّل صدور «تيمور وشفيقة» الذي استقبله الجمهور مساء أمس، بعد أسبوع فقط من الدعاية التي أعدّت على عجل، واستخدمت فيها عبارة «سلامتك يا سقا». وهو ما أغضب بعض المتابعين لشؤون الوسط الفني، إذ رأوا فيها استغلالاً من قبل المنتج هشام عبد الخالق لإصابة الفنان الشاب الخطرة في عينه أثناء التصوير، وخصوصاً أنه لم يتعافَ منها حتى الآن. ودخلت على الخط شركة إنتاج بطاطس معلّبة شهيرة، (السقا وجهها الإعلاني)، ونشرت إعلانات مماثلة، تضمّنت العبارة نفسها.
مع فيلم «عمرو وسلمى»، كان الوضع مختلفاً. إذ اتّبعت الشركة المنتجة طريقة تامر حسني في الترويج لنفسه. وها هي القنوات الغنائية تبثّ أربعة إعلانات مختلفة للفيلم، حتى إن بعضهم علّق ضاحكاً: «لم نعد نحتاج إلى مشاهدة الشريط الأصلي»! وعلى رغم أن حملات الدعاية الخاصة بأفلام عادل إمام ومحمد سعد ومحمد هنيدي بقيت تقليدية، لم يخلُ الأمر من بعض التجديد. هكذا تسلّم الصحافيون للمرة الأولى أكثر من عشر صور دفعة واحدة لفيلم «مرجان أحمد مرجان» (عادل إمام)، فيما كانوا يجاهدون سابقاً للحصول على لقطة واحدة.
وفيما تردد أن عادل إمام غضب كثيراً من فكرة الأفيش الأول للفيلم، ما أدى إلى سحبه وطرح بديل منه، أكدت الشركة المنتجة أنها لم تنشر أي ملصق ترويجي من دون موافقة الزعيم. وبالتالي، كان المقصود من الصورة الأولى التي تظهر إمام بملابس طالب جامعي من دون التركيز على وجهه، بمثابة تشويق وتمهيد لإصدار الأفيش الأصلي الذي يضمّ كل أبطال الفيلم، حاملين شهادة الدكتوراه.
من جهته، ترك محمد هنيدي المخرج وائل إحسان يتابع مهمة وضع اللمسات الأخيرة على فيلم «عندليب الدقي»، ليعدّ جدولاً للمقابلات الصحافية، وتوزيع صور لا حصر لها للفيلم الذي سيقدم في مشهده الأخير 23 شخصية عربية، عبر استخدام تقنيات الغرافيك. في خط مواز، وفّرت «روتانا سينما» لهنيدي ساعات طويلة من البث، تعرضها قريباً، وترصد معظم ما دار في كواليس الفيلم الذي تنتجه الشركة السعودية.
أخيراً، انتقل الصراع الإعلاني أخيراً إلى الشاشة الصغيرة. إذ أعلن بعض المنتجين، وخصوصاً أولئك الذين ضمنوا بيع أعمالهم لقنوات شهيرة، خططاً مختلفةً للدعاية: أبرزها عقد مؤتمر صحافي قبيل رمضان لعرض لقطات من العمل الجديد. وهو تقليد لم يحدث إلا في ما ندر على مستوى الدراما.
البداية كانت مع محمد فوزي، منتج مسلسل «الدالي» لنور الشريف. ثم جاء دور عصام شعبان، منتج «يتربي في عزو» و«عمارة يعقوبيان». والمسلسل الأخير يحظى باهتمام دعائي ملحوظ، في محاولة لتشويق الجمهور الذي سمع عن نجاح الرواية والفيلم. ودعا شعبان الصحافيين أكثر من مرة لزيارة بلاتوه المسلسل، وهو إجراء لا يفضّله المنتجون عادة. كذلك وضع لوحة إعلانية كبيرة داخل مدينة الإنتاج الإعلامي، تشير إلى موقع التصوير. ومن المنتظر توزيع إعلانات في الشوارع مع بدء العرض، وهو تقليد سينمائي نقلته إلى التلفزيون للمرة الأولى نبيلة عبيد، قبل سنوات قليلة، مع مسلسلها الأخير «العمة نور».
وأكد تامر مرسي، منتج مسلسل «حق مشروع»، أنه سيعلن العمل عبر أفيشات تغزو الشوارع، وتضم صوراً لحسين فهمي وعبلة كامل وغيرهما من نجوم العمل. وأشار مرسي إلى أن زيادة الإنتاج، وكثرة الفضائيات، وغياب الحصرية عن الموسم الرمضاني المقبل، قد تسهم في تشتيت المشاهد. لذا بات ابتكار إعلانات جديدة، أمراً ضرورياً لجذب المشاهدين إلى الدراما.
وبعد المؤتمر الضخم الذي شهدته القاهرة احتفالاً ببدء تصوير مسلسل «المصراوية»، يخطط تلفزيون «دبي» لإقامة لقاء ثان وأخير في دبي، بحضور الصحافة الخليجية. وكانت المحطة أقامت قبل أيام، حفلة ضخمة في الإمارة لإعلان برامجها لشهر رمضان. ويولي تلفزيون «أبو ظبي» اهتماماً خاصاً بالمسلسلات التي يعرضها، مثل «أولاد الليل» حيث سيزور موقع التصوير قريباً فريق من القناة لتصوير «برومو» خاص يبثّ على شاشة المحطة، علماً بأن معظم المنتجين قرروا هذا العام عدم إسناد المهمة إلى الفضائيات، والإشراف على الدعاية، لضمان نجاح المسلسل.