strong>خليل صويلح
أطلقت الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في دمشق أخيراً «دائرة الترويج البرامجي». تكمن مهمة الدائرة، كما يوحي الاسم، في الترويج الإعلاني للبرامج والمسلسلات التي تبثّها القنوات الرسمية الثلاث، لكن السؤال هو: ماذا تروّج؟ ما دامت المسلسلات المعروضة تقع في خانة الإعادات، وسبق أن قدمت على محطات فضائية عربية. إذ من النادر أن تحظى محطة سورية بعرض أوّل، عدا المسلسلات والبرامج التي تنتجها الهيئة، وهي على أي حال غير مشجعة على المشاهدة في معظمها. وحتى حين تحصل إحدى القنوات على مسلسل جدير بالمشاهدة، فهي تقوم بمعاقبة الجهة المنتجة من طريق عرض المسلسل في أوقات ليست حيوية، تبعاً لقرب هذه الجهة أو تلك من مفاصل الإدارة. وتتمركز الحملات الإعلانية التلفزيونية، على نحو خاص، في الموسم الرمضاني، حيث يجري سباق محموم بين الجهات المنتجة إلى ترويج أعمالها الجديدة، وحجز مقعد أمامي في خريطة العرض. هذه الخريطة التي تخضع لتغييرات فجائية حتى اللحظة الأخيرة من موعد العرض، بحسب قوة رنين هاتف هذه الجهة أو تلك.
وقد لجأت بعض شركات الإنتاج التلفزيوني في السنوات الأخيرة، أمام قوة المنافسة، إلى اللوحات الإعلانية المنتشرة على الطرق، لإعلان أعمالها. يُرفق الإعلان عادة بعلامة الجهة الراعية، ويتفاوت حجم ملصق العمل بحسب أهمية المؤسسة الداعمة، وتتنافس على رعاية الأعمال التلفزيونية، في الغالب، شركات منظفات، معامل مسكة ومعكرونة، ومشروبات غازية.
وعلى رغم أن الإعلان قد تطوّر بشكل واضح في السنوات الأخيرة في سوريا، ظلّ بعيداً من أهداف الشركات التلفزيونية التي لم تضع في خططها المشاهد المحلي. هكذا تكتفي بطباعة كرّاس إعلاني بقصد توزيعه على المحطات العربية، وإبراز أسماء النجوم المرفقة بألقاب كبيرة، ترضي الجميع.
التطور الإعلاني لم يطَل الأفلام السينمائية، ولا حتى العروض المسرحية، إذ لا تزال اللافتات القماش، سيدة الساحة الدعائية، وخصوصاً بعد هجوم العروض المسرحية العراقية. وحدها «صالة الأهرام»، وهي أقدم صالة سينمائية في دمشق، ظلّت محافظة على لافتة قديمة مهترئة، تعلن فيها «أحدث الأفلام الهندية والأجنبية»، على رغم أنها تعيد عرض أفلام مصنوعة في الربع الأخير من القرن الماضي!