في غضون شهر تقريباً، يبدأ المخرج سمير حبشي مونتاج فيلمه «دخان بلا نار» الذي يجمع عدداً من الممثلين، بينهم المصري خالد النبوي، واللبنانيون: سيرين عبد النور، رودني حداد، ديامان بو عبود، رفعت طربيه، ختام اللحام، محمود مبسوط (فهمان)، نقولا دانيال وعلي مطر. وتدور أحداثه حول مخرج مصري يعيش في لبنان، ويحضر فيلماً عن مظاهر القمع في العالم العربي. وإذا كان القول الشائع «لا دخان بلا نار»، «فإنني أردت أن أقلب الآية، وأفترض أن لا شيء يمنع من أن يولد «الدخان بلا نار»، ولا سيّما أن القمع حقيقة مطلقة في كلّ أرجاء الوطن العربي. من هنا، يعتقد المخرج المصري بأنه سيجد في لبنان مساحة للحرية، مساحة لن يجدها في أي دولة عربيّة، فهل سينجح بالتعبير عن أفكاره أم سيصطدم بواقع مغاير؟». هكذا سيخرج هذا المخرج إلى الشارع ويقابل الناس. وهناك، يتعرّف إلى يمنى (سيرين) التي تساعده في عمله، في وقت يعيش فيه مشاكل مع حبيبته رنا (ديامان). كما يتعرف إلى حميد (رودني) الذي يريد السفر إلى أميركا بعد تعرضه للتعذيب في السجن. على خط مواز، يسلط الفيلم الضوء على حياة عائلة بقاعيّة يقتل أحد أبنائها سفير دولة عظمى. يقول حبشي: «أومـن أن لبنـان يقـــــدّم هامشاً من الحرية، لا تعرفه معظم الدول العربية. لكن الالتباسات التي كثرت في الفترة الأخيرة، زادت من حدّة القــــمع». ويرى بأن «لبنان منذ بداية التسعينيات، أي بعد الطائف، وحتى عام 2005، مرّ بأجواء لا تخلو من الالتباسات، واشتد فيه القمع أكثر من أي زمن آخر». ويسجل حبشي شكره لقوى الأمن الداخلي والجيش اللبناني والدفاع المدني والصليب الأحمر الذين يبذلون جهداً كبيراً ويواكبون التصوير، لافتاً إلى أننا نصرّ على استكمال التصوير، على رغم الظروف الأمنية المتوترة. يذكر أن الفيلم من إنتاج مشترك بين «شركة مصر العالمية» يوسف شاهين وشركاه، وراديو وتلفزيون العرب art.