محمد عبد الرحمن
أربعة رجال أعمال بارزين يحتكرون الساحة الفنيّة في مصر. وكل الوسائل مشروعة لاصطياد من بقي من النجوم خارج قبضة «روتانا» وسواها: القضاء حيناً والضرب أحياناً. لنستمع إلى مغامرات عمرو مصطفى ورامي صبري... ونانسي عجرم!

يبدو أنّ سوق الإنتاج الغنائي في مصر، ستدشّن قريباً، أسلوباً جديداً في المنافسة، يسمح باستعمال جميع الأسلحة، حتى الضرب! هذا ما يبدو واضحاً من خلال الحرب المشتعلة أخيراً بين جهات الإنتاج المحلية التي تتنازع على من بقي من فنانين خارج خيمة «روتانا». وعلى رغم أن السوق السينمائية، على سبيل المثال، شهدت انقساماً حاداً بداية هذا العام، أدى إلى «عداء» بين فريقين: الأول تقوده إسعاد يونس والثاني محمد حسن رمزي، لم تصل الخلافات إلى هذا الحد.
إذ عاش الوسط الفني في القاهرة أخيراً على إيقاع أزمات قانونية، تتعلق بنانسي عجرم ورامي صبري وعمرو مصطفى وغيرهم. أما أبطال هذه المعارك، فهم «حزبان»: جمال مروان، صاحب شركة «ميلودي»، مع نصيف قزمان («صوت الدلتا» للإنتاج)، في مواجهة محسن جابر «عالم الفن»، ونجيب ساويرس الذي دخل مجال الإنتاج الفني بعد افتتاحه شركة «أو ميوزيك».
ولعل أبرز ما يشغل بال الصحافيين هذه الأيام، قضية اتهام الملحن والمغني عمرو مصطفى للمنتج جمال مروان بإرسال أربعة رجال، اعتدوا عليه في منزله. قال ذلك في اتصال مباشر مع برنامج «البيت بيتك»، أشهر برامج التلفزيون المصري. فما كان من مروان إلا أن أرسل عبر الفاكس رداً للبرنامج، أكد فيه تواجده في أحد المطاعم أثناء وقوع الحادثة. فيما أشار مصطفى في المحضر الذي حرره في قسم الشرطة، إلى أن شهوداً عياناً رأوا مروان يقود السيارة التي أوصلت المعتدين إلى منزله. وأوضح المغني الشاب أنّ هذا الاعتداء شكّل خاتمة مسلسل من الابتزاز، بدأه مروان، منذ طرح عمرو مصطفى ألبومه الأول «أيامي»، وحقّق من خلاله النجاح والانتشار. إذ طالبه المنتج بالاستفادة من الألحان التي وعد بها منتجين آخرين، مثل اللحن الذي أعدّه لفيلم «تيمور وشفيقة». لكنّ تدخلات مروان أدت إلى إجهاض كل هذه المشاريع. حتى إنّ صاحب «ميلودي»، صادر جواز سفر عمرو مصطفى وزوجته، لمنعه من مغادرة البلاد.
وبعد حادثة «البيت بيتك»، التزم جمال مروان الصمت. لكن أشرف خليل، مدير أعمال نجوم شركته، أخذ على عاتقه مهمة الردّ، ونفى للصحافة كل اتهامات عمرو مصطفى، مشيراً إلى أنّ «ميلودي» صرفت عليه كثيراً لدعم ألبومه، بعدما رفضت شركة «عالم الفن» إكمال تعاونها معه. وأكد أن فشل «أيامي» جعل مروان يطلب من عمرو مصطفى الاكتفاء بالتلحين فقط، ما أثار حفيظة الأخير، فبدأ بافتعال المشاكل.
حتى هنا تبدو القصة عادية. لكن الجديد هذه المرة هو دخول الفضائيات وبعض المجلات الفنية، ساحة المعركة. إذ نشرت إحدى الصحف الأسبوعية صوراً خاصة بعمرو مصطفى، اعتبرها مسيئة له. واللافت أنّ هذه الصور تسرّبت إلى المطبوعة التي تُتهم دائماً بمحاربة كل فنان، يدخل في مواجهة مع شركة «صوت الدلتا». هذا ما ردده تامر حسني مراراً، متهماً بعض الصحافيين فيها بمهاجمته لدعم محمد حماقي، المغني الوحيد المتعاقد مع «صوت الدلتا».
وعلى رغم أن الصحيفة لم تضع على غلافها أي إشارة لصور عمرو مصطفى، عمدت قناة «ميلودي»، أثناء إعلانها عن صدور هذا العدد ـــــ على غير عادتها ـــــ إلى إضافة الصور على الغلاف. ما يعني أنّ مروان استغلّ ما نشرته الصحيفة، فأجرى تعديلاً على الغلاف، وبث الإعلان بشكل مكثّف ليحقق هدفه المرجوّ.
والأمر لم يقتصر على الصحافة، وها هي الفضائيات تدخل على الخط. إذ نشرت الصحيفة نفسها خبراً مفاده أنّ محسن جابر توسّط لحل النزاع بين جمال مروان ونجيب ساويرس، فسارعت قناة «مزيكا» (التي يملكها جابر) إلى نفي الخبر. وأوردت في الشريط الإخباري أن «محسن جابر لم يتوسط لأن ساويرس قادر على حسم النزاع لمصلحته في أي وقت». هذه اللهجة العدائية تجاه مروان، كانت رداً على تصريحاته الساخنة ضدّ ساويرس بعد انتهاء العقد الذي كان يجمع بينهما سابقاً، ما أدى إلى تعزيز التحالف بين محسن جابر، منافس «ميلودي» اللدود، وساويرس. لذا، أهدى هذا الأخير شركة «عالم الفن» حقّ توزيع ألبوم نانسي عجرم المخصص للأطفال «شخبط شخابيط» (من إنتاج ساويرس)، وبثّ الكليب حصرياً على شاشتي «مزيكا» و«زووم». حينها، رفعت «ميلودي» دعوى قضائية تطالب نانسي بعدم بثّ الكليب على شاشة «أو تي في» التي يملكها ساويرس، على رغم انتقال المغنية اللبنانية إلى أحضان هذا الأخير.
وأصبح استغلال الشريط الإخباري في تلك الحرب أمراً معتاداً، فهو الشريط الذي أشعل سابقاً الخلاف بين «مزيكا» ورامي صبري (انظر «الأخبار»، عدد 7 حزيران/ يونيو). وها هو جابر يستخدمه حالياً في حربه على فنانات اختلفن معه، مثل ميادة الحناوي وشاهيناز وأنغام. وهذه الأخيرة لا يزال محسن جابر يطاردها قضائياً بعد رحيلها إلى «روتانا»، فيما ذكر الشريط الإخباري أنها تعيش حالة من الاكتئاب بسبب تراجع مبيعات ألبومها الأخير «كل ما نقرّب» الذي صدر قبل أيام قليلة.