فاطمة داوود
قريباً تحارب الإرهاب من الدنمارك، وتقاوم العدوان الإسرائيلي من بيروت. أما في مصر، فستغنّي أسمهان، وتسير على خطى روز اليوسف... إنها سلاف فواخرجي، نجمة الشاشة بلا منازع!
لا تجد الممثلة السورية سلاف فواخرجي عيباً في قبول دور صغير في مسلسل «سقف العالم» لنجدت أنزور، لكنها تؤكد أنّ خيارها نابع من إيمانها وحماستها للقضية التي يطرحها المخرج السوري في مسلسله الجديد. تقول: «صحيحٌ أن الدور ليس كبيراً، لكني قبلت به انطلاقاً من المعتقدات والقيم التي أؤمن بها. عندما اطّلعتُ على الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، صدمت كثيراً، وتوقعت يومها أن يتخذ العرب والغرب معاً موقفاً حازماً ضد صحيفة «جيلاندس بوستن» الدنماركية. لذا، كان طبيعياً أن أشارك في عمل يحاول الردّ على الإساءة بطريقة حضارية، عبر استعادة الصورة المشرقة للمسلمين، بعيداً من الصورة الغربية التي طالما ربطت بين الإسلام والإرهاب».
وسلاف في المسلسل الذي يعرض في رمضان على «أل بي سي»، هي نارا: الطالبة السورية التي تعدّ لنيل رسالة دكتوراه في قسم الدراسات الشرقية في جامعة كوبنهاغن عن الآثار الاجتماعية والثقافية، فتختار حياة الرحالة العربي أحمد بن فضلان. ثم تغيب فواخرجي عن الأحداث، إذ تعود الكاميرا إلى بغداد في القرن العاشر الميلادي، حين يطلب الخليفة من ابن فضلان القيام برحلة اكتشاف للحياة البدائية التي تعيشها قبائل بلاد الشمال. هناك، يعيش الرحّالة العربي سلسلة من المغامرات قبل أن يعود إلى بلاده، بعدما قام برحلة فريدة إلى «سقف العالم». وبعد بحثها الأكاديمي، تقرر نارا تحويل رسالة ابن فضلان إلى مسلسل تلفزيوني بعنوان «سقف العالم». (انظر «الأخبار»، عدد 8 شباط/ فبراير). إلا أن فواخرجي لن تكتفي بنجدت أنزور هذا الموسم. إذ تطلّ في رمضان أيضاً عبر مسلسلي «رسائل الحبّ والحرب» و«جنون العصر» (الجزء الثاني من مسلسل «عصر الجنون»). في «رسائل الحبّ والحرب»، تناقش سلاف أيضاً قضية سياسية: «أجسّد دور فتاة اسمها نيسان تبحث عن حبّها الخيالي في دفاترها وكتبها المدرسية. ويرصد العمل التحوّلات في حياة مجموعة من الناس، على خلفية الأحداث السياسية التي عاشها لبنان خلال الاجتياح الإسرائيلي عام 1982 وصولاً إلى العدوان الأخير». وهو من كتابة ريم حنا وإخراج باسل الخطيب، وبطولة قصي الخولي ورامي حنا وسليم صبري وسلوم حداد وصباح الجزائري.
وتؤكد سلاف فواخرجي أنّها تجد متعة حقيقية في التعاون مع زوجها الفنان وائل رمضان، خصوصاً في الإخراج. وهما سيتلقيان قريباً في مسلسل بعنوان «إسأل روحك»، المستوحى من أغنية أم كلثوم. في العمل، تلعب فواخرجي ثلاثين دوراً مختلفاً، في حلقات منفصلة ــــــ متصلة، تروي قصصاً اجتماعية واقعية تتخّذ من الموسيقى خلفية للأحداث. كتب السيناريو ابتسام أديب وتنتجه شركة نجدت أنزور «وبانة». أما الموسيقى التصويرية فتحمل توقيع الفنان اللبناني شربل روحانا. وهذه ليست المرة الأولى التي يعالج فيها الزوجان قضية على خلفية الموسيقى، إذ قدّما سابقاً فيلم «القيامة» حيث اكتفى المخرج بالموسيقى للحديث عن القضية الفلسطينية.
لكن، ما مصير مسلسل «روز اليوسف» في ظلّ الحديث عن تعثّر الاتفاق على تنفيذه؟ توضح: «بالنسبة إلى مسلسل «روز اليوسف»، ما زالت القصة قيد الكتابة، وليس ممكناً أن يتحوّل الدور الى ممثلة أخرى، لأن الفكرة ملكي وحدي». وهنا، تكشف فواخرجي عن مشاركتها في مسلسل ثان، شغل الناس بالخلافات الإنتاجية والعائلية التي أجلت تصويره مراراً: «أسمهان»... الممثلة السورية قررت إذاً المجازفة بلعب دور مواطنتها، بعد سلسلة من الترشيحات. وإذ تقرر التكتم على تفاصيل العمل، تشير إلى أن المنتج فراس إبراهيم أعلن رسمياً أنه تجاوز جميع العقبات، على أن يبدأ التصوير بعد شهر رمضان.
تدرك سلاف مدى حساسية مقاربة سيرة المطربة السورية الراحلة، إذ اكتنف مشوارها الكثير من الغموض، خصوصاً في ما يتعلق بسيرتها السياسية وعلاقاتها بالاستخبارات البريطانية والألمانية خلال الحرب العالمية الثانية (حسب كتاب «اسمهان ضحية المخابرات» للمؤلف سعيد الجزائري). تقول فواخرجي: «سيرصد العمل بشكل أساسي تفاصيل خفية من حياة أسمهان الإنسانة، بعيداً من أضواء الشهرة. علماً بأن الأحداث التاريخية الموثّقة ستحضر أيضاً، تجنباً للمغالطات أو تضارب الروايات. ويبقى للمشاهد وحده الحكم على مجريات الأحداث».
في النهاية، نسألها عن السينما: هل هجرت الشاشة الكبيرة بعد الانتقادات اللاذعة التي وجهت إلى فيلم «حليم»؟ «مسألة الفشل هي نسبية. وهذا الفيلم أبصر النور في ظروف صعبة جداً، ترافقت مع شدّة مرض الممثل الراحل أحمد زكي»... وهي تعود إلى السينما قريباً، إذ تسافر في الأسبوع المقبل إلى مصر للبدء بتصوير فيلمها الجديد «خطّ أحمر» (تأليف جمال الزناتي وإخراج محمد الشناوي)، إلى جانب كمال الشناوي وعزت أبو عوف وغادة عبد الرازق. أما القصة فتدور حول السلطة والنفوذ السياسي والفساد في عالم الكبار.