strong> باسم الحكيم
أتذكرون نادر صباغ، بطل «نساء في العاصفة»؟ في السنوات الماضية، انقطع فادي إبراهيم عن الدراما المحلية بشكل شبه كامل مكتفياً بمشاركته في الدراما العربيّة والمسرح الفرنسي. في تلك الفترة، خصّص وقتاً أكبر لهواية تحوّلت إلى احتراف: افتتح شركة «كوريو ديزاين» المتخصصة بتنفيذ الماكياج والديكور للبرامج والدراما والأفلام. لكنه عاد اليوم إلى الدراما المحلية بقوة، ومن بابها الواسع.
يرفض بطل «العاصفة تهبّ مرتين» المساومة على أجره المتّهم بأنّه الأعلى في الدراما المحليّة. يرفض أصلاً تسمية ما يتقاضاه الممثل بالأجر، «لأن عمل الفنان يأكل من أعصابه، ولن يكفيه بالتالي ما يحصل عليه من مردود عن دوره». لكن «الأجر» لم يعد يشكّل ــ على ما يبدو ــ عائقاً لإسناد البطولات إليه. بعدما غاب بطلاً عن الشاشة الصغيرة، وحضر ضيفاً في سباعيّة «ابني» ومسلسل «الينابيع»، يصوّر حالياً أربعة أعمال محليّة في وقت واحد. إذ اتفق على بطولة «امرأة من ضياع» بعد التغييرات الجذرية التي شهدها المسلسل، ويواصل تصوير دوره في «ورود ممزقة». ويكتفي بالإشارة إلى أنني «ألعب شخصية مرافق أحد الأثرياء في زمن الحرب الأهلية، يوم لم تكن هناك من قوانين تردع الناس. وبعدما يقتل «معلّمه» صديقاً له طمعاً بثروته وزوجته، يأمر مرافقه بارتكاب جرائم جديدة».
وهو أنهى تصوير دوره في ثلاثية كليوباترا ضمن سلسلة «حوّاء في التاريخ». هنا يغوص في شرح دوره، «نتحدث عن شخصية تاريخية هي يوليوس قيصر، وحكايته مع كليوباترا وأنطونيو معروفة. الثلاثية تصوّر بداية علاقة يوليوس قيصر بكليوباترا، وحملها منه وإنكاره لابنه ثم اعترافه به، وصولاً إلى التآمر عليه واغتياله». ويثني إبراهيم على تعامله مع المخرج السوري محمد رجب «الذي تعرّفت به منذ سنوات يوم كان مساعداً للمخرج نجدت أنزور»، وعلى التناغم مع يوسف الخال (أنطونيو) وبطلة الثلاثية كارول سماحة، «في أول لقاء فعلي معها، بعد عدم تمكّني من المشاركة في مسرحية «آخر أيام سقراط». وهنا يعرب عن أسفه لعدم تعاونه مع الرحابنة، «لأن للعمل معهم هويةً ونبضاً خاصّين».
وقبل أيام، أنهى إبراهيم دوره في «ليلة القرار» عن حياة الرئيس بشارة الخوري، «حيث أجسّد شخصيّة حبيب أبو شهلا، الرجل الوطني الخفيف الظل، الذي تبوّأ مناصب مهمة خلال حياته السياسيّة».
وبعدما حرص إبراهيم على التواجد في الأعوام الماضية على شاشة رمضان في الأعمال التاريخيّة، لن يكون لديه الوقت الكافي للمشاركة في أي عمل عربي بعد الآن، مشيراً إلى اعتذاره من المخرج محمد فاضل عن مسلسل «السائرون نياماً». وبعيداً من الدراما المحليّة، يفاخر إبراهيم بمسلسله الإيراني «مدار درجة صفر» الذي كتبه وأخرجه حسن فتحي في ثاني لقاء معه بعد فيلم «غوانتامو» (انظر «الأخبار العدد 15 حزيران). وفي العمل الذي يعرض حالياً على التلفزيون الإيراني ويثير حفيظة إسرائيل، يؤدي دور تيودور، الصهيوني المتطرف، خلال فترة هجرة اليهود إلى فلسطين في أواخر الحرب العالمية الثانية. يومها كان المسؤولون الصهاينة يحثّون اليهود الأوروبيين على الزحف أفواجاً إلى فلسطين. ويتناول المسلسل قصة حبّ بين شاب مسلم إيراني وفتاة يهودية أوروبيّة هي ابنة أخ هذا المتطرف، الذي يخوض صراعاً شرساً مع شقيقه الذي يمثّل شخصيّة اليهودي الطيّب، وحين يعرف بهذه العلاقة يحاول المستحيل للتفريق بينهما.
بين الأمس واليوم، تغيّرت أولويات فادي إبراهيم، فهو لن يطلّ بطلاً في مسلسل تاريخي، سوى ثلاثيّة «كليوباترا» في رمضان. أما الثابت الوحيد فهو قراره عدم العودة إلى الخشبة، بسبب الأوضاع الصعبة التي يواجهها المواطن اللبناني، «نعيش اليوم الدراما في حياتنا العادية حيث يبحث القادة عن مصالحهم الشخصية، ويدفنون رؤوسهم في الرمال كي لا يروا الحقيقة».