حسين بن حمزة
ظن كثيرون أن علي بدر سيعيش سنين طويلة على السمعة الطيبة التي حققتها روايته الأولى «بابا سارتر» (2001). الواقع أن ظن هؤلاء كان ليبدو منطقياً، نوعاً ما، لو أن هذا الكاتب العراقي المستجد نام قليلاً على أمجاده، خاصة أنّ الرواية، إضافة إلى الحفاوة النقدية التي استقبلت بها من النقاد والقراء، حصلت على جوائز أيضاً.
لكن ما حصل هو العكس تماماً. النجاح السريع لم يستوقف علي بدر. في العام التالي نشر رواية ثانية بعنوان «شتاء العائلة»، ثم أتبعها بثلاث روايات دفعة واحدة عام 2005، وهي بالترتيب: «صخب ونساء وكاتب مغمور» و«الوليمة العارية» و«الطريق إلى تل المطران». إضافة إلى تحقيق كتاب «ماسينيون في بغداد»، وإنجاز مختارات لشعر نوري الجراح بعنوان «أمير نائم وحملة تنتظر».
في العام التالي 2006، وقبل أن يلتقط أنفاسه، أصدر علي بدر روايته السادسة «مصابيح أورشليم»، وكتاباً آخر في أدب الرحلات بعنوان «خرائط منتصف الليل»، حاز جائزة ابن بطوطة التي تمنحها دار السويدي في أبو ظبي. ماذا بعد؟
يقول علي بدر إنّ رواية سابعة ستصدر له هذا العام، وتحمل عنوان «الركض وراء الذئاب» وإنه يعكف حالياً على إنهاء رواية ثامنة... وكتاب ثانٍ في أدب الرحلات.
في مقالة طريفة له بعنوان «هل لـ «علي بدر» وجود؟» تساءل الكاتب العراقي باسم حمودي إذا كان علي بدر كاتباً مفرداً، أم أنه منظمة كاملة يكتب كل أعضائها بهذا الاسم؟ من دون حسد، وفي ظل غزارة ما يكتبه علي بدر، يبدو السؤال مشروعاً ومنطقياً، لا طريفاً فقط.