مشروع إحياء تراث الموسيقى الشرقية، وتجديده (من روائع كلاسيكية وأغنيات شعبيّة وموروث فولكلوري)، يبدو أحياناً أشبه بعمليّة انتحاريّة. يجد الفنانون أنفسهم محاصرين بين فخ المتحفيّة والذوق التقليدي المحافظ الذي يرفض التجديد، وهجرة الجيل الجديد إلى أنماط أخرى، غربية عموماً، بما تشتمل عليه من أنماط موسيقية. ومع ذلك خاض بعض المبدعين العرب الشباب هذا الخيار عبر إعادة تقديم الألحان التي لفّها النسيان في توزيع موسيقي جديد، يسهّل وصولها الى الجمهور العربي الساعي إلى التغيير... والى الأذن الغربية التي يسهل تآلفها مع ذلك التراث العريق، من خلال «اللغة» الموسيقية التي تعرفها. هكذا، ظهرت تجارب اعتمدت القالب الغربي الحديث كفرقة Soapkills اللبنانية (تريب ـــ هاوس)، أو الكلاسيكي (جاز، روك...) كتجربة الغنية الفلسطينية ريم البنّا والسورية من أصل أرمني لينا شماميان، واللبنانية ريما خشيش، والأردنية مكادي نحاس.
فرقة Soapkills التي جمعت بين الموسيقي زيد حمدان والمغنية ياسمين حمدان أصدرت أربع أسطوانات قدّمت فيها أعمالاً خاصة، إضافة إلى بعض روائع التراث الغنائي المصري القديم من خلال اعادة توزيع اعتمدت على الموسيقى الالكترونية.
أما لينا شماميان فاختارت مجموعة من الموشّحات وزّعها الموسيقي السوري الشاب باسل رجوب، صدرت في أسطوانة حملت عنوان «الأسمر اللون». فيما أحيت مكادي نحاس بأسلوب أكثر «أمانة» لقواعد الموسيقى الشرقية، بعضاً من التراث العراقي في «كان يا ما كان»، وأخرى من التراث الأردني في «خلخال». في حين اتّجهت الموسيقية والمغنية الفلسطينية ريم البنا إلى الفولكلور الفلسطيني، معيدةً إحياء الكثير من الأغاني الشعبية وأغاني الأطفال، بأسلوب يعتمد نفَس الروك.