خالد صاغيّة
رئيس الحكومة صادق في ما قاله في مؤتمره الصحافي الأخير. لقد قامت الدولة بواجباتها على أكمل وجه. البطء في إعادة إعمار الضاحية والقرى الجنوبية ليس مقصوداً. الخبراء الدوليون معجبون بإنجازات الحكومة، وأرسلوا لها كتب التهنئة والتنويه. التعويضات التي تولّت أجهزة الدولة توزيعها على المتضرّرين هي تعويضات عادلة، ولم تصل إلا إلى مستحقّيها.
كلّ المعوّقات التي واجهت مشروع الإعمار هي معوّقات أهلية. المواطنون الذين لم يحصلوا على حقوقهم، لم يحصلوا عليها لأنّهم، بكلّ بساطة، لم يطالبوا بها. البلديات لم تتعاون بما فيه الكفاية، فوردت إلى الحكومة معلومات متضاربة حول حجم الأضرار. المخاتير أيضاً لم يتصرّفوا بحسب ما يمليه عليهم واجبهم. يضاف إلى كلّ ذلك فوضى الأبنية، وعدم وجود صكوك ملكية وعقود إيجار مسجّلة رسمياً. بالإضافة إلى محاولة حزب الله الاستئثار بمصائر مواطني الجنوب والضاحية. فلم يكتفِ بافتعال حرب دمّرت منازل هؤلاء المواطنين، بل يحاول أيضاً تحريضهم على الدولة ومؤسّساتها. والحزب يوهم المواطنين أنّه هو من يعوّض عليهم بماله «الطاهر». عمليّة غشّ واضحة هدفها تحويل مرجعية المواطن من الدولة إلى الحزب ومؤسّساته.
رئيس الحكومة صادق في ما قاله. والدليل أنّ الدولة قامت بواجباتها عبر أجهزة تحوز ثقة المواطنين. ثالوث من الهيئات المعروفة بالنزاهة والإنفاق الرشيد واعتماد معايير الحكم الصالح: الهيئة العليا للإغاثة، وزارة المهجّرين، ومجلس الجنوب.
رئيس الحكومة صادق في ما قاله. هل قال رئيس الحكومة شيئاً؟