خالد صاغية
يقوم المرء أحياناً بخطوات مؤلمة. يصدر الألم عن التناقض بين ما يقوم به وبين قناعاته أو رؤيته. يصحّ ذلك بالنسبة للّذين لا يتعاطون في الشأن العام، كما يصحّ بالنسبة للغارقين في العمل السياسي.
الرئيس فؤاد السنيورة يواجه موقفاً صعباً. لقد وُضع أمام اختبار القيام بواحدة من هذه الخطوات المؤلمة. فالرجل أمضى حياته السياسية يفكّر في كيفية تحصيل الضرائب من المواطنين، وها هو اليوم مطالب بدفع التعويضات لهم. الحريّ بنا جميعاً أن نشعر بالألم الذي يعانيه رئيس الحكومة جرّاء هذا الانقلاب.
المواطن هو مكلّف ضريبيّ ليس إلا. المواطن كفرد له حقوق على الدولة، تصوّرٌ أقسى من أن يتحمّله فؤاد السنيورة. الضرائب كوسيلة لتأمين التقديمات الاجتماعيّة للمواطن تصوّر أقسى من أن يتحمّله فؤاد السنيورة. تكفي نظرة إلى النظام الضريبي، لنكتشف أنّ وزير المال السابق لم يعنَ كثيراً بالشركات والمصارف. أراد للضريبة أن تُمتَصّ من المواطن مباشرة، وبالتساوي بين الأغنياء والفقراء. هكذا وجدنا أنفسنا أمام واحد من الأنظمة الضريبية الأقلّ عدلاً في العالم. وقد تمّ ذلك بنجاح كبير. حتّى أموال الضمان الاجتماعي والبلديّات، حاول السنيورة المستحيل كي لا يفرج عنها، باعتبارها أموالاً تذهب بطريقة أو بأخرى إلى المواطن.
لا بدّ من أخذ هذه الأمور بعين الاعتبار لمنع أي التباس. فالضاحية ليست مستهدفة. المواطن هو المستهدَف. أمّا المستهدِف فـ«رجُل دولة».