منظّمة «كتّاب بلا حدود» التي تتخذ من ألمانيا مقراً لها، وصفت الوضع الثقافي الراهن في العراق بعد مرور أربع سنوات على الاحتلال بـ«المشوّه والمهزوم والمفتّت». التقرير الذي أصدرته المنظّمة في ذكرى مرور أربع سنوات على احتلال العراق، تناول حقيقة الوضع المتردي الذي يعيشه الوسط الثقافي والأدبي والإعلامي العراقي، والذي يئنّ تحت وطأة حملة شديدة من التصفيات الجسدية، وعمليات الخطف والاعتقال والتهديد والابتزاز، ما يجعل قيامه بدوره الحضاري والفكري من المستحيلات.
وسلّط التقرير الضوء على معاناة الوسط الثقافي، بين مطرقة القوى المتخاصمة في العراق وسندان الاحتلال، معتبراً أنّ قوات التحالف الدولي ـــ ولا سيما الأميركية منها ـــ أسهمت بشكل رئيس بهذا الوضع، إضافة إلى وجود بعض القوى التي تعمل على شق وحدة الصف العراقي. كما جاء أنّ المثقفين العراقيين تخلّوا عن ممارسة دورهم الحقيقي، لينجرّوا إلى وحول الفتنة الطائفية والمذهبية المدمّرة.
أما المؤسّسات الثقافية والتربوية فقد دمّرت أو أوكلت إلى أشخاص غير أكفاء، فيما لم تقم قوات الاحتلال بأي جهد للإسهام بإعادة بناء المشهد الثقافي، بل ربطت بعض المثقفين بعجلتها البراغماتية، ليمارسوا دور المروّج الإعلامي والسياسي للاحتلال وثقافته. وأخيراً، دعا التقرير إلى تحرير الثقافة من السياسة.