بلال عبود
عند مستديرة السفارة الكويتية في بيروت يقف شاب يضع «كمّامة» على وجهه، ويعرض على المارة أن يشتروا «كمامات» ليقوا أنفسهم من «الجو الذي أصبح ملوثاً بالمواد الكيماوية»، ويضيف: «علينا أن نأخذ حذرنا وإلا يقضوا علينا ليأخذوا البلد»، ويرفض البائع «المخلص» أن يحدد من هم المتّهمون «بأخذ البلد».
البائع العشريني لا يترك من يرفض الشراء في حاله، فهو مستعد دائماً للنقاش لإقناع الزبون المحتمل بالحاجة إلى الكمامة. ويشير إلى «رفيقه الدائم» وهو كلب وضع له كمامة لأن «المواد الكيماوية» أصبحت في كل شيء، من الأكل والمزروعات إلى وقود السيارات. والكمامة وحدها سوف تنقذ الملايين من الموت أو من أمراض خطيرة. لا يعلن هذا البائع اسمه ويُعرّف نفسه بأنه من كل لبنان لا من منطقة محددة، ويؤكد أنه لا يعمل بل يمضي وقته في إبلاغ الناس برسالته وقضيته مستخدماً وسائل إقناع قائمة على الحوار، ثم يردد عدداً من الأسئلة منها: «ألا تستيقظ كل يوم لتجد نفسك أضعف مما كنت عليه في اليوم السابق؟».