اختتم أمس «مؤتمر الناشر العربي 2007» الذي نظمته «دار الهادي» بالتعاون مع ديوان الكتاب للثقافة والنشر في «قصر الأونيسكو»، تحت عنوان عريض هو: «الكتاب العربي في مجتمع المعلومات». أقيم المؤتمر برعاية الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور عمرو موسى ممثلاً بمدير الإدارة الثقافية في الجامعة، الوزير المفوض ممدوح موصللي، وبالتنسيق مع وزارة الثقافة اللبنانيّة، و«اتحاد الناشرين العرب»، ونقابة الناشرين في لبنان. حضر الافتتاح نفر من الشخصيات الروحيّة والسياسية والعلميّة، بينها معاون الرئيس الإيراني للشؤون الثقافية علي أكبر أشعري، ورئيس المجلس الأعلى للغة العربية في الجزائر محمد العربي ولد خليفة، والمفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، والمدير العام لوزارة الثقافة عمر حلبلب. وركّز عضو اللجنة العلمية للمؤتمر عماد بشير، على أهمية دور النشر التي تشكل علامة فارقة في رقي الدول وتقدمها. ثم ذكر المنسق العام للمؤتمر الشيخ فضل مخدر ما ورد قبل أربعة عقود، على لسان أحد قادة العدو الإسرائيلي، من أنّ العرب لا يشكلون خطراً حقيقياً على دولة إسرائيل، ما داموا لا يقرأون! وأشار المدير العام لدار الهادي صلاح عز الدين إلى أن «زمن المعلوماتية لا يمكن أن يشكل تجاوزاً للكتاب، بل هو تعبير عنه».
أما رئيس نقابة اتحاد الناشرين محمد حسن إيراني، فتمنى أن تدعم الدول العربية الكتاب عبر سلسلة من الخطوات العملية مثل «محو الأمية وتشجيع القراءة ودعم المعارض وتطوير البرامج التربوية وإلغاء الحواجز الجمركية وإنشاء المكتبات العامة». وأشار رئيس اتحاد الناشرين العرب عبد اللطيف طلعت، إلى أهمية دور النشر في ترسيخ الوحدة الثقافية بين أبناء الأمة. ولفت حلبلب، ممثلاً وزير الثقافة، إلى المهمة الشائكة التي أخذها على عاتقه مؤتمر الناشر العربي. واختتمت مراسم الافتتاح بكلمة ممدوح موصللي الذي ذكّر بأن «المؤتمر ينعقد في خضم ظروف إقليمية ودولية عصيبة، تحيط بعالمنا العربي، وهي ليست مجرد متغيرات تقليدية، بل أصبحت تشكل ضغوطاً على مجتمعاتنا تدفعها نحو التغيير والإصلاح، ومن هنا تأتي أهمية الكتاب العربي في مجتمع المعلومات، وقد يكون من المناسب في هذا الإطار إيجاد نوع من التوازن بين الأصالة والحداثة...». وأشار موصللي إلى أن الكتاب العربي سيكون العام المقبل ضيف شرف في معرضين دوليين في بريطانيا والمكسيك.
وانكب المشاركون الذين ينتمون إلى آفاق فكريّة وأكاديميّة ومهنيّة مختلفة على دراسة التحديات التي يواجهها الكتاب ـــ العربي أساساً ـــ في عصر العولمة، من «السرقة الأدبيّة» التي تناولها الشيخ علي حسن خازم، إلى مشكلات سوق الترجمة كما طرحها جورج كتّورة، مروراً بـ«ثقافة الطفل» (الشيخ عبد الله الحلاق، شيرين كريديّة، إدغار بركات). وتوقف أحمد راتب عرموش عند الشروط المفروض توافرها في الناشر، فيما اقترح أسامة طلب حلولاً لمواجهة أزمة توزيع الكتاب، وعالج الشيخ فضل مخدر احتمالات الإعلان والترويج للكتاب، وإنقاذه من نار الضرائب! وكانت للطاهر لبيب مطالعة قيّمة حول واقع الكتاب المترجم الذي عانى في العقود الأخيرة من ارتفاع الكمّ على حساب النوع. وقال لبيب: «ليس مطلوباً من الناشر أن يتنازل عن ربحه... بل أن يكون صارماً في ما ينشر، بدءاً من الصرامة مع المترجم، حتى لا يكون الربح على حساب المعرفة...».
ورفع المؤتمرون سلسلة توصيات إلى الأمانة العامة لـ«جامعة الدول العربيّة»، منها: دعوة الحكومات إلى تعزيز صناعة الكتاب بكل أبعادها، الحرص على المضمون ودعوة المؤسسات العامة والخاصة إلى الاهتمام بهذا الرافد الحضاري والسير نحو مجتمع المعلومات ـــ الاهتمام بمضمون الكتاب، ودعوة الناشرين إلى الاعتماد على المتخصصين في تقويم الأعمال قبل نشرها ـــ توحيد المصطلحات ــ التعاون بين الناشرين وحفظ الحقوق وتنمية المكتبات الوطنيّة ومنع التزوير وتطبيق القوانين المرعية الإجراء، لحماية الملكيّة الفكريّة. ـــ الاهتمام بكتاب الطفل ـــ الالتزام بأخلاقيات النشر ـــ دعوة الحكومات العربية إلى رفع الحواجز التي تعوق انسياب حركة الكتاب بين الدول العربيّة.