خالد صاغيّة
خرج النائب سعد الحريري من قصر الإليزيه، وبشّر اللبنانيين بأنّ وجهات النظر حول لبنان متطابقة بينه وبين نيكولا ساركوزي. خبر سارّ فعلاً، وخصوصاً إذا ما تذكّر اللبنانيّون ما جرّه عليهم سابقاً تطابق وجهات النظر بين آل الحريري عموماً والرئيس جاك شيراك. تطابق أطال في عمر الوجود السوري في لبنان، قبل أن يعمل على تعميق الانقسامات داخل المجتمع اللبناني بعد خروج الجيش السوري.
لكن، بصرف النظر عن هذا التفصيل، لا بدّ من لفت النظر إلى أنّ ما يجمع النائب الحريري وتيّاره السياسي بساركوزي يفوق التطابق في وجهات النظر حول لبنان.
يمكن، على صعيد العموميّات، ذكر السير في ركب المشروع الأميركي في المنطقة، البرنامج الاقتصادي الاجتماعي اليميني، والعلاقة الحميمة بين إدارة الدولة ومصالح الشركات الكبرى.
وإذا ما شئنا الدخول في بعض التفاصيل، لا بدّ من ذكر الولع الشديد الذي يكنّه كلّ من ساركوزي والحريري لأبناء الضواحي. هذا الولع الذي ينبع أساساً من عنصريّة تجاه جزء من الشعب، تتخفّى وراء الدفاع عن قيم الجمهورية (لدى ساركوزي) وبناء الدولة (لدى الحريري ـــ السنيورة). وإذا كان جان ماري لوبن واضحاً في اتّهام الرئيس الفرنسي المنتخب بـ«سرقة» برنامجه (العنصري) وإضفاء لمسات «تجميليّة» عليه، فإنّ خطاب فؤاد السنيورة الأخير حول التعويضات يقدّم أفضل تمثيل للاتّجاهات العنصريّة «المستقبليّة».
الساركو ـــ حريريّة في لبنان؟ عنوان إضافيّ للدعوة إلى إطالة عمر المعارضة.