فاطمة داوود
بعد أسبوعين، تُسدل الستارة على «سوبر ستار 4». ثلاثة مشتركين من المغرب العربي، بلغوا نهائيات برنامج الهواة الذي بدأ يفتقد جمهوره. وفي انتظار ليلة الحسم، يتحدّت المتسابقون وأعضاء لجنة التحكيم عن تحدّيات البرنامج... والنجومية طبعاً

لم تعد برامج «اكتشاف النجوم» تجذب المشاهدين كما كانت تفعل في السابق. «سوبر ستار» تحديداً يواجه تحديات عدة، إذ أشرف على النهائيات من دون أن يحقق الصدى الذي ميّزه في السنوات الأخيرة، لكنّه حافظ على مستوى جيد من الأصوات. والأهم أنّه غيّر كثيراً من قواعد اللعبة حيث كانت تحتدم المنافسة بين «أولاد الديرة» و«بنات البلد».
قبل أسابيع قليلة، وصل إلى المرحلة الرابعة من الدورة الرابعة 13 مشتركاً، بينهم خليجي واحد هو السعودي ابراهيم عشري الذي انسحب فجأة، احتجاجاً على انتقادات وجّهها له الملحن زياد بطرس. يومها، فوجئ الجمهور باستبعاد صوت كان سيدرّ على المحطة ذهباً من خلال عملية التصويت. ثم بدأت جولات الغناء الطويلة مع الفرقة الموسيقية، ووقف الكثير من المتنافسين في دائرة الخطر. هذه المرة، خرج المشتركون المصريون قبل الوصول إلى النهائيات، بسبب تدني نسبة التصويت في بلادهم. أما لبنان فقد خسر الأسبوع الماضي ممثّله الأخير أحمد حسين. وقد عزا بعضهم خروجه إلى مزاج الشارع اللبناني الذي أفقدته الأوضاع السياسية والأمنية حماسة التفاعل مع البرنامج الذي أدى إلى تظاهرات في شوارع بيروت إثر خروج ملحم زين من دورته الأولى. وهكذا انحسرت المنافسة على اللقب بين ثلاثة من المغرب العربي، هم يسرا محنوش وسعد المجرّد ومروان علي. من سيحمل اللقّب؟ وهل يستحق الثلاثة الوصول إلى المرحلة نصف النهائية؟ وهل ينقذ المغرب العربي ما تبقى من برنامج المنوعات؟ أسئلة برسم الحلقة الختامية في 28 من الشهر الجاري.
عشية الاستعدادات للسهرة النصف نهائية التي تقام مساء الأحد، التقينا النجوم الثلاثة، وبينهم التونسي مروان علي. لا يكترث هذا الشاب المعروف بخجله وصغر سنّه للفوز بقدر ما يهمّه أن يكون الرابح تونسياً. إلا أنه يتوقّع بنسبة 40 في المئة، أن ينتزع اللقب، وذلك بناءً على آراء لجنة التحكيم وتفاعل الجمهور معه. ويؤكد: «سأتابع مسيرتي الفنية على رغم التحديات التي واجهها زملائي المتخرّجون من البرنامج. لقد وقعت عقداً مع إدارة «المستقبل»، وأتمنى أن تبصر أعمالنا النور قريباً. وإلاّ، فسأدرس العروض الأخرى حتى أختار الأفضل بينها». أما يسرا محنوش فلا تهاب منافسة مواطنها. وتقول ضاحكة: «لكلّ منا محبون في تونس. وأنا أعتمد على الحظّ». وتضيف بحماسة: «أول ما أفكر فيه إطلاق أغنية باللهجة التونسية، قد يكتبها والدي لأنه شاعر». وأخيراً، يعترف المغربي سعد المجرّد بأن الحظ بقي حليفه منذ البداية. وهو يرفض اتّهامه بامتلاك الكاريزما على حساب الصوت، ويقول: «آمنت بموهبتي الفنية ولذا تقدّمت الى «سوبر ستار». أما الكاريزما، فقد اكتشفتها من خلال تواصلي مع الجمهور ولجنة التحكيم». سعد المتأثر بوالده المطرب بشير عبدو ووالدته الممثلة نزهة الرجراجي، يفكّر بإطلاق ألبوم متعدد اللهجات، ليكتسب خبرات جديدة بعيداً من بدايته مع أغنيات الراي. ويذكر أن المشتركين الثلاثة يتوقعون أن تتكثف نسبة الاتصالات هذا الاسبوع، كما يحصل عادة.
من جهته، رفض رئيس لجنة التحكيم الياس الرحباني تسمية مرشّحه المفضل، معتبراً أن «كل الذين وصلوا الى النهائيات يستحقون نيل اللقب... ما يهمّني هو أن البرنامج استعاد الأصالة المفقودة في ساحة الغناء في الشرق، وحوّل الأنظار الى مفاهيم جديدة لطالما اندثرت على مدى عشرين عاماً». وبرّر دبلوماسيته حيال المشتركين بالأخلاقية المهنية، إذ «لا يجوز توجيه انتقاد جارح لمن تمّ اختياره أثناء الاختبارات الأولى». كما أكّد أن «أي مشترك في «سوبر ستار» يغنّّ أفضل من مطربي الشرق بأسره». واعترف الرحباني بخفوت بريق «سوبر ستار»، ويقول: «هذه هي سنّة الحياة. كل شيء يذبل مع الوقت... إلا أن قيمة البرنامج الفنية تغفر له أي تراجع محتمل. إذ لا يزال الوحيد الذي يقدّم مواهب أصيلة وحقيقية»، مشيراً الى «ضرورة تبنيّ شركات الإنتاج للمواهب الشابة من أجل القضاء على موجة الانحطاط الذي يلفّ العالم العربي». بالنسبة إلى فاديا طنب الحاج، كان الوضع مختلفاً. إذ فنّدت مقومات المتنافسين الثلاثة، فوصفت يسرا بأنها موهوبة بالفطرة، بسبب ترعرعها وسط عائلة فنية. وينطبق ذلك على مروان علي ولو بنسبة أقل. أما سعد ففاجأها بقدرته على الاستمرارية، وبررّت ذلك بتحايله على الصعاب. وهي كانت نصحته بالابتعاد عن الطرب الكلاسيكي ومحاكاة الطرب الشعبي، كاشفةً عن احتدام النقاش حول خروجه في المرحلة الثانية. وعلّقت الحاج على انحسار المنافسة في المغرب العربي: «ربما لأن الانحطاط الفني الذي نغرق فيه لم يصل إليهم بعد». أما الملحن زياد بطرس فأثار إشكالية نجاح الطرب الكلاسيكي في هذا العصر، واعتبر أن يسرا محنوش، على رغم مقوّماتها الجيدة قد لا تحقق نجاحاً جماهيرياً إذا لم تقدم أغنيات تجمع بين الحداثة والعراقة. ووصف سعد بالموهوب، وصاحب كاريزما.
أخيراً، رأى الملحن الكويتي عبد الله القعود أن مروان علي من أكثر المشتركين تطوّراً لناحية أدائه وحضوره المسرحي. وهو من هنا، يرشحه لنيل اللقب.

الأحد 21:00 على «المستقبل»