خالد صاغيّة
«علقان بالنص»، يقول فادي أبو سمرا لعصام بو خالد في مسرحية «صفحة 7». يحاول عصام أن يقنعه بأنّه ما من «نص» ما داما وحيدين فوق الخشبة. كلّ منهما يأخذ مكانه كطرف. لكن، رغم ذلك، لا يلبث عصام أن ينتابه الشعور نفسه، فيقول بدوره لفادي: «علقان بالنص».
لن يطول الأمر كثيراً. ساعة واحدة كافية لإسدال الستارة على جثّتين. يكفي أن يتمنّى عصام الموت لفادي، حتّى يقرأ هذا الأخير خبر موته في الصحيفة. يكفي أن يرى عصام رفيقه وقد مات، ليسلم الروح هو الآخر.
لو كانت رواية فريق السلطة عن «فتح الإسلام» صحيحة، لأصبح الموضوع، على خطورته، أقلّ تعقيداً: مجموعة إسلامية مخترقة استخبارياً لزعزعة الاستقرار الأمنيّ، تُستخدَم حالياً لعرقلة مشروع المحكمة الدولية. رواية مبسّطة ترضي أصحابها. لكن ماذا لو كانت فتح الإسلام واحدة من مجموعات إسلاميّة عديدة منتشرة في الشمال، ويشعر كلّ فرد فيها بأنّه «علقان بالنص»؟
المواطن اللبناني، من الموالاة والمعارضة، الذي تابع أخبار الاشتباكات على الشاشات أو عاشها مباشرة على الهواء الشمالي، شعر بغصّة في حلقه. غصّة لا معنى لها، سوى أنّ شعوراً غريباً دهمه، شعوراً شبيهاً بما أحسّ به فادي وما حاول أن ينكره عصام.
غداً، حين نقرأ أسماء الضحايا في الصحف، سنستغرق وقتاً طويلاً قبل أن ندرك أنّ أسماءنا ليست موجودة بينها. لكنّ ذلك لن يمنعنا من الموت.