ليال حداد
«آلام في الرأس، آلام في الظهر، ضعف في النظر، انعزال اجتماعي»... يعدد جورج حويك مساوئ الجلوس مطولاً أمام شاشة الكومبيوتر، محاولاً إقناع من حوله بجدوى الحملة التي أطلقها مع ثلاثة من رفاقه لتشجيع المدمنين على الكومبيوتر على الابتعاد عنه.
انطلقت الحملة بعدما أُصيب أحد رفاق جورج بآلام مزمنة في الظهر واضطر الى الخضوع لجراحة لازم على إثرها الفراش لأسبوعين.
إلا أن المهم في هذه الحملة هو الطريقة التي اتبعها الشباب للترويج لأفكارهم، إذ قاموا بطبع ما يزيد على عشرة آلاف منشور وزعوها على المارّين في مناطق عدة في بيروت. ويتضمن المنشور تعداد مساوئ الجلوس المطوّل على الكومبيوتر، إضافة الى عبارة «لحّق حالك قبل ما تروح عليك»، وهي، حسب جوني منذر أحد المشاركين في الحملة، العبارة الأنسب لدفع الناس الى التخلي عن إدمانهم على الحاسوب وكل ما هو إلكتروني.
وقد أُرفقت المناشير بصور كاريكاتورية تظهر ما قد يؤول إليه وضع مدمني الإنترنت والكومبيوتر. فيبدو في الصورة الأولى مدمن على الكومبيوتر استبدل الكرسي الذي يجلس عليه بكرسي للحمام وبذلك لا يضيّع وقته في الذهاب إلى الحمام والإياب منه.
أما الصورة الثانية فتظهر شخصاً أصبحت نظاراته تغطي كل وجهه لأن نظره أصبح ضعيفاً جداً من كثرة جلوسه أمام شاشة الكومبيوتر. وثمة صورة طريفة تمثل رجلاً يضع الكومبيوتر بينه وبين زوجته في الفراش لأنه لا يستطيع الابتعاد عنه، إضافة الى صورة شخص تحول الى هيكل عظمي ومات ولم ينتبه أن عمره مضى وهو أمام الحاسوب. أما الصورة الأخيرة فتمثل رجلاً يأتي إليه ابنه ليطلب منه المال فيسأله الأب عمّن يكون لأنه منذ ولادة ابنه حتى الساعة لم يغادر مقعده.