قد لا يعرف كثيرون أن والد ليانة بدر اشتهر باهتماماته الفلكية. الراحل عبد الرحيم بدر وضع كتباً في علم الفلك، منها «رصد السماء» و «دليل السماء والنجوم». تقول ليانة بدر إن والدها كان لديه تلسكوب وإن كثيرين كانوا يأتون ليروا نجوم أريحا منه. وتعترف بأنها سمّت روايتها «نجوم أريحا» بهذا العنوان تيمّناً بوالدها. وتشير إلى أن تأثير والدها جعل العديد من المفردات الكونية يتسرب إلى بعض عناوين أعمالها الأخرى مثل مفردة «بوصلة» في رواية «بوصلة من أجل عباد الشمس»، و«الضوء» في مجموعتها الشعرية «زنابق الضوء» و«السماء» في قصص «سماء واحدة».لكنّ الأهم أنّ تلسكوب الوالد قاد ليانة بدر لاحقاً إلى الوقوف وراء الكاميرا لتُخرج عدداً من الأفلام الوثائقية المهمة. أنجزت فيلم «فدوى شاعرة من فلسطين» (1999)، وهو بورتريه شخصي وشعري للشاعرة الفلسطينية فدوى طوقان، ثم «زيتونات» (2001) الذي تؤرخ فيه من خلال روايات نساء عدة لعلاقة القرابة بين الفلسطيني وأشجار الزيتون، و«الطير الأخضر» (2002) الذي يروي مشاغل وأحلام أطفال فلسطين خارج نمطية «أطفال الحجارة» و«حصار» (2003) الذي أنجزته أثناء اقتحام الجيش الإسرائيلي لرام الله، وتصوّر فيه يوميات كاتبة تحت الحصار والحرب.
في أفلامها، كما في قصصها ورواياتها، تبتعد ليانة بدر عن الخطابية، وتلتفّ على ثيمة كبيرة وضاغطة مثل الواقع الفلسطيني، وتنجح في التوغل إلى التفاصيل والمهملات. ففي فيلمها الأخير «مغلق / مفتوح» (2006) الذي يصوّر معاناة الفلسطينيين بعد بناء جدار الفصل العنصري، لم تستخدم لغة شعاراتية غاضبة، بل سجّلت احتجاجها بنبرة سينمائية متروّية تهتم بسرد الناس لتفاصيل حياتهم التي مزقها الجدار إلى أشلاء.