القاهرة ــ محمد محمود
من منّا يتصوّر رمضان بلا «فوازيره»؟ في زمن مضى، كان المشاهدون يعيشون على إيقاع «أم العرّيف» و «ألف ليلة وليلة» وغيرهما شهراً بطوله. ثم انسحبت النجمات وتعطلت الفرحة... الاستعرض يعود قريباً إلى الشاشة، فهل تعوّض دينا ورزان وحليمة غياب نيللي وشيريهان؟

يبدو أنّ الفضائيات العربية قررت العودة إلى برامج أيام زمان لتستقطب عدداً أكبر من المشاهدين وإذا كانت الدراما شرعت التوغل في التاريخ لاستعادة قصص المشاهير، ها هي شركات الإنتاج تفكّر في نفض الغبار عن الفوازير التي اختفت مع الوقت، بسبب ارتفاع كلفتها من جهة، وغياب المتخصّصين في صناعتها من نجوم ومخرجين ومؤلفين من جهة أخرى.
قبل سنوات، شكّلت الفوازير الطبق الرئيس على مائدة رمضان التلفزيونية. وكان المشاهدون ينتظرون وقت عرضها، قبل تفرّغهم لمتابعة ما تيسّر من برامج أو مسلسلات. وعلى رغم أنّ نيللي وشيريهان شاركتا في أعمال مسرحية وسينمائية وتلفزيونية عدة، ظلّت الفوازير حتى اليوم العمل الأبرز الذي طبع مسيرتهما المهنية وقدّمهما إلى الجمهور العربي. وكان سمير غانم سبق النجمتين، محقّقاً النجاح مع شخصية «فطوطة» الشهيرة، وخصوصاً أنّ المحطات الأرضية (قبل زمن الفضائيات) كانت تشتري هذه الفوازير، وتعرضها من دون تقديم حلّ الفزورة في أغلب الأحيان. بعد مدة، اعتذرت شيريهان عن الاستمرار في تصوير الفوازير بسبب مرضها، ورفضت نيللي العودة إلى لوحاتها الاستعراضية، فدخلت الحلقات الاستعراضية غرفة الإنعاش، ولم تنجح معظم المحاولات الأخرى في إعادة الألق إلى الفوازير. هكذا أخفق يحيى الفخراني مع صابرين وهالة فؤاد في تولّي المهمة، وفشلت فوازير «فرح فرح» لمدحت صالح وغادة عبد الرازق بامتياز، فيما مرّت تجربتا دينا مع بعض الممثلين الكوميديين، مرور الكرام... كل ذلك دفع بالمنتجين إلى اتخاذ قرار بإلغاء فكرة الفوازير، وخصوصاً أنّ موازنتها زادت بسبب ارتفاع أسعار الملابس والإكسسوارات، إضافة إلى خوف النجمات الاستعراضيات ــ وهن قليلات ــ من خوض التجربة، والدخول في مقارنة فاشلة مع نيللي وشيريهان.
لكنّ الوضع تغيّر مع بداية هذا العام، إذ عاد الحديث عن مشاريع يطمح أصحابها إلى إعادة الاعتبار لـ«فوازير رمضان». وبين الأعمال التي أشعلت الضوء الأخضر، فوازير «عفاريت مراتي» لدينا وسعد الصغير وريكو وتامر عبد المنعم والمخرج أحمد البدري. كتب الفوازير التي تصوّر حالياً في القاهرة، والمرشحة للعرض على شاشة «إم بي سي»، عصام حلمي. وهي مقتبسة من الفيلم المصري الشهير «عفريت مراتي» لشادية وصلاح ذو الفقار. وفيما تؤدي دينا في كل حلقة دور نجمة شهيرة، كانت شادية مصابة بهوس تقمّص شخصيات نجمات السينما في مصر والعالم. وسبق لدينا أن قدمت الفوازير مع قناة art، إذ شاركت الثلاثي الكوميدي أشرف عبد الباقي ومحمد هنيدي وعلاء ولي الدين فوازير «أبيض وأسود»، وقدمت مع محمد سعد فوازير «تياترو». ويبدو أن MBC هي الأكثر اهتماماً بالفوازير، إذ تصوّر ميس حمدان حلقة تجريبية من فوازير «زيطة وزمبليطة» التي كتبها فريق برنامج cbm، ويشارك بعضهم في لوحاتها. لكن قرار عرضها لرمضان المقبل لم يحسم بعد.
من جهة أخرى، لم يبدأ تنفيذ مشروع شركة «الباتروس»، على رغم ترشيح كلّ من سمية الخشاب ومي عز الدين لبطولتها. وفيما تأخر بدء التصوير، قد يصعب اللحاق بسباق رمضان، علماً بأنّ نيللي وشيريهان مثلاً، كانتا تتفرغان للعمل قبل ستة أشهر على الأقل من بدء العرض. أضف إلى ذلك أنّ الشاعر الغنائي أيمن بهجت قمر لم ينتهِ بعد من كتابة الحلقات، ولم ترشّح الشركة اسم المخرج الذي يدير المشروع. والقصة نفسها تتكرر مع رزان مغربي التي أعلنت نيّتها تقديم فوازير رمضان على «إم بي سي»، لكنّها اليوم مشغولة بتقديم برنامج «ألبوم». المشروع الرابع هو من نصيب قطاع الإنتاج في التلفزيون المصري، وهو الذي بدأ إنتاج الفوازير قبل 40 عاماً. لكن راوية بياض، رئيسة القطاع، لم تعلن سوى نيتها إحياء الفوازير من دون الكشف عن أي تفاصيل أخرى، سوى ترشيح المخرجين محمد فاضل ومجدي أبو عميرة لتقديمها.
والفوازير لن تبقى مصرية فقط، فالمذيعة الكويتية حليمة بولند تحضّر حالياً لعمل استعراضي يحمل اسمها، يتردد أنه سيُعرض حصرياً على قناة «الراي». وهو لن يشبه برامج المسابقات التي اعتادت تقديمها، لكنّها ستغني وترقص أيضاً. ولعلّ الخلافات التي نشبت بين حليمة و«روتانا» أخيراً، لم تكن فقط بسبب تقديمها حلقتين من برنامج «تارتاتا»، بل لمشاركتها في فوازير القناة الكويتية الخاصة. وفي الكويت أيضاً، تستعد اللبنانية ماغي مطران لتصوير فوازير تعتمد على تقليد ثلاثين شخصية شهيرة، وقد رشّحت المخرج أحمد جاسم لتولي المهمة، من دون إعلان اسم الشاشة التي ستعرضها.