القاهرة - محمد محمود
كانت نبيلة عبيد تدرك جيداً أنّ الحصول على أربعة ملايين جنيه (720 ألف دولار) لبطولة مسلسل «البوابة الثانية» أمرٌ شبه مستحيل. إذ لم يتقاضَ أي ممثل مصري سابقاً هذا الأجر، حتى نجوم الصف الأول في الدراما التلفزيونية مثل يحيى الفخراني ونور الشريف. لذا، جاء ردّ فعل المنتج صفوت غطاس متوقعاً عندما أجّل المفاوضات وأرجأ المشروع إلى أجل غير مسمى، على رغم دخول شركة «صوت القاهرة» شريكاً في الإنتاج. ولكن، لماذا طلبت «بلبلة» هذا الرقم، في حين كانت تسعى إلى العودة التلفزيونية، من دون عراقيل، بعد غياب لسنوات منذ «العمة نور»؟ الجواب: سعي نبيلة عبيد إلى التأكيد على تميّزها، رغم كل التغييرات التي تشهدها الساحة الفنية. الفنانة التي أهدت نفسها قبل ثلاثين عاماً لقب «نجمة مصر»، تحرص أن يردد الجميع أنها لا تزال مطلوبة، وأنها تتقاضى حتى اليوم أعلى الأجور. وهي، حتى لو تنازلت عن مليون جنيه (18 ألف دولار) مثلاً، فستدخل على الأقل في منافسة مع الفخراني والشريف. وذلك لن يشعرها بأنها قدمت تنازلات حتى تعود إلى التلفزيون، وخصوصاً أن تجربتها السينمائية الأخيرة «مفيش غير كده»، لم تكن موفقة.
لم تعد نبيلة عبيد تهتم بنجاح المشروع، بقدر ما يشغل بالها حديث الناس عن فشل المنتجين في دفع ما تستحقه. حالها كحال نادية الجندي، تأبى الاعتراف بالتجاعيد التي بات من الصعب أن تزيلها مجاملات صحافية هنا، وحوارات تلفزيونية هناك. وهذه ليست المرة الأولى التي تتنازل فيها عن بطولة عمل، خوفاً على صورتها. قبل سنوات قليلة، تنازلت عن تأدية شخصية دولت الدسوقي في فيلم «عمارة يعقوبيان»، معتبرةً أن ترتيب اسمها بين النجوم المشاركين، لا يليق بتاريخها السينمائي. وقبل ذلك بأربعة أعوام، تسرّعت وعرضت فيلم «قصاقيص العشاق» قبل أن تكتمل عملية المونتاج، فرفض مؤلفه وحيد حامد وضع اسمه على الأفّيش. في حين دخلت عبيد في خصام طويل مع حسين فهمي، شريكها في الفيلم الذي لم يسلم من الانتقادات الحادة لدى عرضه. هكذا دفعت «بلبلة» الثمن غالياً، وغابت خمس سنوات عن السينما. وعلى رضوخها للمرة الأولى للبطولة الجماعية، في «مفيش غير كده»، لم يتقبل الجمهور أن تطلّ عليهم في فيلم غنائي على طريقة خالد الحجر الذي لم يكرر تميزه منذ فيلم «حب البنات». حقق الفيلم خسائر عدة، لكن ذلك لم يمنع «نجمة مصر» من الاحتفاء به أربع مرات متتالية. واضطر بعضهم للترويج بأن الشركة المنتجة هي التي طلبت سحب الفيلم من دور العرض، بعدما عزف عنه الجمهور.
قبل فترة، أعلنت عبيد أنها تستعد لتقديم مسرحية «إيفيتا» الاستعراضية على خشبة مسرح الدولة. وفي حين لم تبدأ البروفات العملية بعد، سيؤدي ذلك إلى غياب مستمر لبلبلة التي ترفض التنازل عن «مظاهر النجومية» مهما كان الثمن، وإلا لما طلبت رقماً قياسياً حتى تعبر «الــبـــــــوابة الثانية» التي أغلقت حتى إشعار آخر.