عُبادة كسر
كومة حجارة كانت تتوسطها شجرة زعرور شدت أهالي إيعات إليها، هناك كان «قبر إبليس»، وهم لا يزالون يترددون إلى السهل ليرجموه. عبثت عوامل الطبيعة بحجارة القبر فأتلفتها وسببت بعد زمن انهيار جزء كبير منها. تنبسط إيعات بين ذراعي جبال لبنان الشرقية والغربية على سهل تبلغ مساحته 26000 دونم. تبعد 4 كلم عن بعلبك وتقع غربي مدينة الشمس. شباب القرية الذين لا يحفظون من هذا المعلم سوى وجود بعض الحجارةمكانه، يسألون عن سره. تتضارب روايات المسنين حول حقيقة قبر إبليس، فمنهم من يقول إنه وجد منذ وجود إيعات وربما قبلها، والبعض يرجعه الى حقبة الأتراك في رواية تناقلها بعض أهالي القرية عن جدودهم، ويقولون: «كان الأتراك يدفنون الذهب في هذه البقعة، وأطلقوا عليها اسم قبر إبليس، وحبكوا الروايات الخيالية حولها، وزرعوا الرعب في قلوب الناس من خطر الاقتراب من المكان، حتى هُيّئ لإحدى النسوة التي كانت تذهب إلى طاحونة عدوس، أن يداً عملاقة التقطت قدمها عندما مرت بقرب المكان.
ابتدع الأتراك فكرة «رجم إبليس»، ولكن محمد عبد الساتر الرجل الثمانيني قال «إن قبر إبليس وجد منذ الأزل وقبل الأتراك، فربما وجد منذ أن وجدت إيعات». هل دُفن إبليس في إيعات حتى رجمه كل البقاعيين تقريباً؟ ثمّة من يقول إن رجال إيعات رفضوا الظلم، ولم يكتفوا برجم إبليس، فكان ابن قريتهم الدركي حسن عبد الساتر شهيد الاستقلال الأول إذ سقط في ساحة البرلمان وهو يرفع العلم اللبناني عام 1944، واستشهد الثائر علي عبد الساتر القائد في ثورة توفيق هولو حيدر على الانتداب الفرنسي عام 1926، وشارك أبناء البلدة أيضاً في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي لجزء من جنوب لبنان.