strong> ربيع مطر
يبدو أنّ موجة برامج تلفزيون الواقع التي انتشرت في السنوات الأخيرة وأثارت جدلاً وحقّقت نجاحاً قبل أن تختفي تدريجياً، ما زالت مستمرّة بقوة على شاشة LBC. إذ تبدي المؤسسة اللبنانية للإرسال إصراراً على تقديم «الأفكار الواقعية»، واحدة تلو الأخرى، بشكل يشبه ظاهرة المسلسلات المكسيكية التي تبنّتها القناة منذ سنوات، ولم تتوقف حتى اليوم. بعد «ستار أكاديمي» وانتخاب ملكة جمال لبنان وانتقاء مصمم الأزياء العربي، أطلقت «أل بي سي» يوم الجمعة الماضي، برنامج «قسمة ونصيب» The Perfect Bride. ورغم أن الزواج «قسمة ونصيب»، أرادت LBC أن تضيف إليه بعض عناصر التشويق، من خلال لقاء سبعة شبان وأمهاتهم «حموات المستقبل»، مع 14 فتاة «تحلم كل منهن بحياة وردية، وبفارس يأتي على حصان أبيض، ويحملها إلى عالم مليء بالسعادة والأزهار» وفق ما قيل في الحلقة الأولى منه. هكذا غادرت ثلاث فتيات القصر الذهبي في نهاية البرايم الأول، واجتمعت البقية أمام كاميرات محطة «نغم» التي تبثّ 24 ساعة من منزلين منفصلين: الأول للفتيات والأمهات، والثاني للشباب.
«إنها تجربة تلفزيونية اجتماعية فريدة، تنقل واقع المجتمع العربي»، تؤكد مقدمة البرنامج رولا بهنام العائدة إلى الشاشة بعد غياب سنتين، ومغادرتها تلفزيون «المستقبل». لكن اللافت في «سهرة التعارف» كان التركيز على الثقافة والأخلاق الحسنة التي تتمتع بها شخصيات المشتركين المثالية... ثم من قال إن تأخر سنّ الزواج يعود إلى أسباب اقتصادية؟ المشتركون هم من «أحسن العائلات»، ويعيشون حياة مترفة! أضف إلى ذلك أن بعضهم عزا مشاركته لـ«رفع اسم بلدي وتمثيله خير تمثيل»! حتى «حموات المستقبل» يمارسن نشاطات ثقافية واجتماعية لا تعد ولا تحصى، ما قد يثير تساؤلات عن إخفاقهن في تأمين «عروس» مناسبة من محيطهن، وقرارهن بمغادرة منازلهن وعائلاتهن ونشاطاتهن للبحث عن سعيدة الحظ في برنامج يمتدّ لعشرة أسابيع؟ من هنا، لا يبدو نجاح البرنامج مضموناً، فالتجربة التي تعتمد في المقام الأول على التلصّص على شبان وفتيات يجتمعون في فضاء ضيق، قد تغرق المشاهد في حوارات مملة وثرثرات لا تنتهي. وهذا يختلف عن «ستار أكاديمي» حيث تشترط المسابقة مشاركة أصحاب المواهب، والأساتذة المتخصصين بالغناء والرقص والمسرح الاستعراضي. وإذا كانت لعبة الأكاديمية قد أغرت الجمهور للتصويت، فإن الوضع هنا مختلف. إذ لن يحس المشاهد بضرورة دفع المال إكراماً لعيون العشاق. في الحلقات الأولى على سبيل المثال، يجب على المشاهدين التصويت لأفضل «حماة» كل أسبوع، حسب تصرفاتها أمام الشاشة. وفوزها سيمنحها الحق في استبعاد مشتركة من المنافسة، بالتنسيق مع ابنها. ثم ينتقل القرار بعد أسابيع إلى الفتيات اللواتي يبدأن باستبعاد الأمهات مع أولادهن، وتنتهي اللعبة ببقاء مشترك ومشتركة وأم واحدة، على أمل تحقيق نهاية سعيدة. تجدر الإشارة أخيراً إلى أن الفكرة ليست جديدة، وتشبه نوعاً ما برنامج «عالهوا سوا» التي قدمته محطة art قبل سنوات. إذ اجتمعت فتيات تحت سقف واحد، ووُعدت الرابحة بحفلة زفاف أسطورية، لينتهي البرنامج بفوز فتاة لبنانية وحفلة زفاف أقل من عادية. إضافة إلى مشكلات لا تحصى منعت إطلاق موسمه الثاني، وسط انتقادات بابتعاد فكرته عن التقاليد العربية. ومع ذلك، يصعب الحكم على «قسمة ونصيب» من حلقاته الأولى. وما على المشاهد سوى متابعة الأحداث، وانتظار النهاية التي قد تكون سعيدة، أو تنتهي بمقولة: «عفواً، ما في نصيب»!

يومياً على «نغم»، ملخص عند 19:00، وسهرة كل جمعة عند 20:45 على LBC