أثناء تصوير فيلمها الوثائقي الجديد “33 يوماً في بيروت” الذي يرصد حركة الحياة في المدينة تحت القصف الإسرائيلي خلال العدوان الأخير، كان لدى مي المصري إحساس بأنها رأت مثل هذه المشاهد من قبل. وتقول المخرجة الفلسطينية ـــ اللبنانية التي قدمت سابقاً فيلم “تحت الأنقاض”، وصوّر بيروت في ظلّ الاجتياح الإسرائيلي عام 1982: “التاريخ يعيد نفسه”.
هذه المرة، تسلّط المصري الضوء على المقـــــــاومة المدنية في لبنان خلال حــــــرب تموز التي استمرّت 33 يوماً. هكذا، يتابع الفيلم تحرّك بعـض المتطوعين لمساعدة آلاف النازحين الذي هجّروا من منازلهم بسبب الحرب. وتوضح المخرجة في حديث إلى وكالة “رويترز”: “للمقاومة أشكال عدة. وهــــــــــذا ما سيحاول الفيلم الحديث عنه”.
من جهة ثانية، تؤكد المصري التي طالما حملت راية اللاجئين الفلسطينيين ومعاناة اللبنانيين مع الحرب في أعمالها، وحظيت أفلامها الوثائقية باهتمام كبير من قنوات تلفزيونية عدة في أوروبا والولايات المتحدة: “باتت هناك عقبات عدة تعرقل إيصال أفلامنا إلى جماهير كبيرة. هذا ما يحصل عادة عندما تصوّر العرب أو الفلسطينيين في شكل إيجابي... هناك قوى نافذة لا تريد إيصال هذه الصورة. ولكن، رغم المصاعب، لا نزال قادرين على تحقيق بعض الإنجازات”.
وكانت المصري قد قدّمت أخيراً فيلم “يوميات بيروت: حقائق وأكاذيب” الذي لقي اهتماماً خاصاً من تظاهرات سينمائية عدة، ونال جائزة “معهد العالم العربي الكبرى للفيلم التسجيلي” في باريس. ويتناول الفيلم مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان، ومعها التحولات الاجتماعية والسياسية التي طرأت على المجتمع اللبناني بعد استشهاد رئيس الوزراء رفيق الحريري.
كما يرسم صورة عن الشباب اللبناني الباحث عن ذاته وعن هويته وعن قضيته في المجهول.