بشير صفير
منذ دخول غادة شبير دائرة الضوء، كان رهانها واضحاً وفي غاية الصعوبة: اعادة الاعتبار إلى فنّ الموشّح. هذا الرافد الأساسي للتراث الموسيقي الشرقي الذي كاد يعرف الانحسار، وبات مقتصراً على نخبة من المتذوّقين. واليوم، بعد أن قطعت الفنانة اللبنانيّة شوطاً أساسياً في تحقيق رهانها، ها هو الاعتراف يأتيها من أوروبا... من بريطانيا تحديداً، حيث فازت أسطوانتها «موشّحات» (راجع «الأخبــــــــار» 18 كــــــــــانــــــــــون الثاني/يناير)، بـ «جـــــائزة الموسيقى العالمية عن منطقة الــــــشرق الأوسط وشــــــــمال افريقيا» التي تمنحها «هيئة الاذاعة البريطانية» (BBC) سنوياً، ليكرّس رحلة شبير الشاقة لإعادة الاعتبار إلى هذا الفنّ المـــــــــرفّه والأصيل.
وفي المناسبة، عقدت Forward Productions الشركة المنتجة للألبوم مؤتمراً صحافياً في قصر اليونسكو أمس، شدّد فيه غازي عبد الباقي أحد مؤسسي الشركة، على أهمّية هذا الفوز للبنان في ظل أجواء الانقسام والتشرذم. وأثنى على جهود القيّمين على الألبوم بدءاً من غادة شبير وشربل روحانا الذي كانت له مشاركة قيّمة في الألبوم (التدوين، قيادة الفرقة الموسيقية، عزف على العود).
ولفت عبد الباقي إلى تفصيل مهمّ، هو أن الـ BBC بادرت بنفسها الى ادراج أسطوانة «موشحات» في المسابقة، «بينما المنتجون هم الذين يرسلون عادةً الاعمال الموسيقية الى منظمي المسابقة».
واحتفالاً بالجائزة، تلتقي غادة جمهورها وعشّاق الطرب الأصيل، في «قصر اليونسكو»، مساء الخامس عشر من الشهر الجاري، لتقدّم بعض الموشحات من ألبومها الفائز. أما موعدنا الآخر مع شبير فسيكون من... لندن! وستسافر المطربة في 27 أيار (مايو) المقبل، مع الفرقة الموسيقية لتقديم حفلة ثانية في الـ «باربيكان هول» تنظمها هيئة الاذاعة البريطانية وتضم الفنانين الفائزين بجوائزها لعام 2007.
الموسيقي اللبناني شربل روحانا، هنّأ أمس المشاركين في العمل، خصوصاً غازي عبد الباقي «لإيمانه بهذا المشروع الهادف الى احياء الفن القديم، في الوقت الذي تتجه فيه أنظار المنتجين على مستوى العالم الى الفن الهابط ذي المردود المادي السريع».
شكرت غادة شبير كل من أسهم في دعم ألبومها، وأهدت جائزتها الى وطنها لبنان «بلد الثقافة والفن»، وتناولت مسيرتها الأكاديـمية في مجال فن المــــــــوشّح، وصولاً إلى تسجـــــــيل عـــــملها الفـائز بجائزة
الـ BBC.