جورج موسى
في عام 2004، حقّق ميل غيبسون دعاية لفيلمه “آلام المسيح”(The Passion Of the Christ)، أثارت ضجيج العالم من حوله، من دون أن يدفع سنتاً واحداً. إذ جاء فيلمه ليحقّق إيرادات عالية جداً في دور العرض، ويغضب اللوبي اليهودي والصهيوني بسبب تركيزه على دور اليهود في صلب السيد المسيح.
اعتماداً على الأناجيل الأربعة لمتى ومرقس ولوقا ويوحنا، والراهبتين آن كاترين ايميريش وماري اغريدا، يقدم غيبسون في «آلام المسيح» رؤيته الخاصة لما ذاقه يسوع من آلام في الاثنتي عشرة ساعة التي سبقت تعليقه على خشبة الصليب. صوّر ساعات المحاكمة والتعذيب بكل عنفه وقسوته وواقعيته. حتى أنّ مشاهد الدم منعت من هم دون السادسة عشرة من متابعته في دور العرض. حقق الفيلم اهتماماً كبيراً، وانتزع من فرانكو زيفيريللي (صاحب «يسوع الناصري») الحق الحصري لاحتلال الشاشة في أسبوع الآلام. وفي العام الماضي، حاز المرتبة الأولى لكونه أكثر فيلم إثارةً للجدل في تاريخ السينما على الإطلاق، وفقاً لمجلة “Variety” الأميركية. ورأت المجلّة أن تصوير غيبسون المروّع لصلب المسيح والخيانة التي تعرض لها “أشعلا حرباً ثقافية غير مسبوقة في تاريخ هوليوود”.
غلب النقاش السياسي على أي حديث آخر عن أهمية العمل من الناحية الفنية، إذ أثار التركيز على وحشية التعذيب حفيظة اليهود حول العالم، واتهموا الممثل والمخرج (المعروف بمواقفه العلنية ضدّ اليهود) بمعاداة السامية، بحجة أنّه يصورهم على أنّهم “متعطشون للدم” و“قتلة”. حتى أنّ بعضهم تحدثّ عن “خطورة الفيلم” على العلاقات المسيحية ــــــ اليهودية، وانتقدوا هوليوود التي لم تضع لغيبسون حداً.
خلال ساعتين وعشر دقائق، وبلغة آرامية تتخلّلها بعض اللاتينية، نعيش كلّ تفاصيل درب الجلجلة. ونجح صاحب “برايف هارت” (قلب شجاع) في إدارة ممثّلين، جسّدوا أدوارهم بإتقان: من الممثل الكندي جيم كافيزيل (في دور يسوع) إلى مايا مورغنسترن التي قدّمت شخصية مريم العذراء، مونيكا بلوتشي (مريم المجدلية)، ووزاليندا سيلينتانو التي أدّت دور الشيطان.

21:30 على LBC