خالد صاغيّة
منذ فترة غير قصيرة، والمعتصمون في ساحة رياض الصلح، أو من بقي منهم، يسمعون أصواتاً غير اعتياديّة مصدرها السرايا الحكومية. يعلم المعتصمون، كسائر المواطنين، أنّ تدريبات عسكرية تجرى في أكثر من مكان في البلاد. لكن، أن تصل التدريبات إلى السرايا نفسها، فهذا ما لم يدخل في حساب أحد.
ثمّة طبل يضرب في السرايا، وثمّة من يردّد على إيقاعه: واحد، اتنين... واحد، اتنين... شباب. واحد، اتنين... واحد، اتنين... رياضة. ومن حين إلى آخر، كان يُسمَع خبط رانجر على الأرض، يتبعه هتاف من نوع: الوزير المجنّد أحمد فتفت، سيّدي العميد.
فقد تبيّن أنّ التدريبات تطال الوزير فتفت وحده، بعدما بات واضحاً أنّ وزير الشباب والرياضة يجب ألا يغيب عن التحليلات والتصريحات المتعلّقة بأوضاع البلاد الداخلية، وهذا حتّى إشعار آخر، وحتّى يمحى من الأذهان ما سمّي «غزوة الأشرفية»، احتراماً لمسيحيّي السلطة المحرجين والموافقين على مضض على عودة وزير الداخلية المستقيل.
لذلك، كان لا بدّ من تحويل «الشباب والرياضة» إلى فرع من الداخلية، أو شعبة شبيهة بشعبة المعلومات تسمّى «شعبة الشباب والرياضة». سيتخرّج الوزير فتفت قريباً برتبة ماريشال، وسيجرى الاحتفال بحضور عدد من القناصل والملحقين العسكريّين.
هذا الواقع، للأمانة، يصبّ في مصلحة البلاد، وخصوصاً بسبب ما عُرف عن الوزير فتفت من مآثر خلال الفترة القصيرة التي تولّى فيها وزارة الداخلية. فسهل مرجعيون يعرفه، وكذلك دماء الرمل العالي.