ليال حداد
يصرّ أنطوني نجار (5 سنوات) على تسمية عيد الفصح “عيد البيض”. تحاول والدته جاهدة ان تشرح له معنى العيد. بابتسامة صغيرة يعكس اقتناعه بأفكار أمه. يترك أنطوني أهله وينضم الى مجموعة من الأطفال تستعد للبدء بلعبة عيد الفصح السنوية.
في عدد كبير من القرى الجبلية وفي بعض أحياء بيروت لا تقتصر اللعبة الخاصة بالعيد على «تفقيس» البيض، ومعرفة من هو صاحب البيضة الأقوى، بل هنالك لعبة أخرى تقليدية تقوم على مبدأ إخفاء بيض العيد الملوّن في أحد أحراج أو حدائق المنطقة، وعلى اللاعبين أن يعرفوا مكانها، ويعتبر رابحاً من يجمع العدد الأكبر من البيض. وتقسم اللعبة الى عدة مراحل. في البداية يقوم الأولاد أنفسهم بتلوين البيض وتزيينه. وفي المرحلة الأولى يُطلب من اللاعبين أن يجدوا البيض المتروك في “مخابئ” يسهل الوصول إليها. أما المرحلة الثانية فتصعب معها اللعبة، إذ يُخبّأ البيض على أغصان الأشجار أو في التراب، وبالتالي يصعب العثور عليه.
في بـــــــــلدة بيت مري، كغيرها من بلدات الجبل، ما زالت هذه الــــــــــلعبة التقليدية أسلوباً يعبّر الصغار من خلاله عن فرحة العيد. ولكن هذه السنة اعتُمدت طريقة جديدة من خلال تقسيم الأولاد الى مجموعات لتبحث كل مجموعة عن البيض وتجمعه، كما تشرح هدى أبي هيلا التي أدارت مجموعات من اللاعبين، وتقول: “بهذه الطريقة يتعلّم الأولاد ضرورة التعاون للوصول الى الأهداف، ويـسهّل العمل عليهم”.
وفي النهاية، يأخذ الفريق الرابح في اللعبة سلّة تحتوي أنواعاً مختلفةً من الشوكولاته والحلويات المصنوعة على شكل بيض أو أرانب أو صيصان ذات ألوان مختلفة.