فاطمة داوود
جولة مسّاري العربية انطلقت مساء السبت من بيروت، وتـتـوقف غداً في دمشق، ثـم تـنتقل إلى القاهرة ودبي، انتهاءً بعمّان. ويعدّ المغنّي اللبناني الأصل ديو «شرقي» مع شاكيرا «بنت البلد». وقريباً... يدق أبواب هوليوود

مساء السبت الماضي، كان جمهور الشباب في مركز “بيال”، وسط بيروت، على موعد مع حفلة صاخبة أحياها المغني الكندي مسّاري. حمل النجم اللبناني الأصل علم لبنان عالياً، وقدّم في السهرة مجموعة من أغاني الـ“آر آند بي” التي رددها معه أكثر من ستة آلاف شخص. بعد الحفلة، التقت “الأخبار” مساري الذي تحدّث عن أغنياته، وسرّ الانطلاقة السريعة ومشاريعه الجديدة، ولبنان.
في البداية، يعرب مساري عن سعادته بالغناء في بلده، ويقول: “لا توجد كلمات تصف فرحتي. لطالما كانت عيني على لبنان، ولا شيء يساوي فرحة النجاح في الوطن”. يعزو مساري نجاحه إلى تميّزه بملكة الكتابة والتلحين والتوزيع الموسيقي، إضافة إلى الصوت. ويقول بلغة إنكليزية تتخلّلها بعض المفردات اللبنانية الدارجة: “لم أكن أتوقع يوماً أن أنال جائزة Much Music And Video Award (أم أم آي في) لعام 2006 أو أن يحتلّ ألبومي الأول أولى المراتب في قائمة أفضل عشرة ألبومات كندية عام 2005”.
كان على ذلك الشاب الذي ولد في بيروت عام 1980 (اسمه الحقيقي ساري عبّود)، وانتقل إلى مونتريال في عام 1990، أن ينتظر ثلاث سنوات، بعد إطلاق أغنية Spit Fire، حتى يذوق طعم الشهرة. في عام 2005، قدّم مساري (استوحى اسمه الفني من كلمة “مصاري” التي تعني النقود باللهجة المحلية)، ألبوماً كاملاً وزّع في الأسواق الأميركية والعربية. وأدرج ضمنه أغنية Smile For Me مع مغني الراب العالمي لوون. لكن كيف اجتمع الفنانان رغم حداثة عمر مساري الفني؟ يوضح: “بعدما سجّلت الأغنية، آثرت أن يشاركني فيها أحد مغني الراب الكبار. هكذا وقع الاختيار على لوون الذي رحّب بالفكرة. ثم نفّذنا الدويتو الذي شكل جواز سفري الفعلي إلى عالم النجومية”.

شاكيرا وبس

نجاح التجربة بين مساري ولوون دفعه إلى خوض تجربة الغناء المشترك من جديد، لكن مع شاكيرا هذه المرة، ويقول: “أحبّ أسلوب شاكيرا اللاتيني الممزوج بالمكسيكي والإسباني والشرقي أحياناً. قد نقدم مناخاً غنائياً مختلفاً، وخصوصاً أننا من أصول لبنانية”. لكن بعض المطبوعات الفنية الصادرة في بيروت أكدت تعاون قريب مع نوال الزغبي. وقد نُشرت صور الغداء الذي جمعهما في أكثر من مجلة؟ يجيب باستغراب: “كل ما في الأمر أنني تناولت طعام الغداء مع النجمة الجميلة نوال الزغبي. كذلك حصل مع إليسا ووائل كفوري وعاصي الحلاّني. والتقيت بدينا حايك بهدف التعارف، فأنا من معجبيهم. لكنني في جميع هذه اللقاءات لم أتحدث عن أي مشاريع فنية”. ثم يستدرك: “إذا سمحت الظروف لاحقاً بالتحضير لعمل مشترك، فسأعمل جاهداً لإنجازه. أنا فخور بوطني ونجومه”. ونيّة مساري بالتعاون مع اللبنانيين لا تقتصر على الفنانين فحسب، بل المخرجين أيضاً. وعلى رغم تعاونه مع المخرج آر تي في كليباته السابقة، أعرب عن إعجابه بسعيد الماروق: “أودّ التعاون معه لأنني معجب بأعماله كلّها”.
من هنا، يؤكد مساري أنه لم يتأثر بموسيقى مايكل جاكسون وستيف ووندر وارنتا فرانكلين فحسب، بل تشرّب منذ صغره أعمال وديع الصافي وأم كلثوم وجورج وسوف ونجوى كرم حتى تكوّنت شخصيته الفنية التي تجمع بين الإيقاعات الغربية والروح الشرقية. ويتحدث عن أسلوبه الموسيقي بإسهاب: “لم يتمكّن الغربيون غالباً من تركيب مزيج عربي ــــــ أجنبي ناجح، فيما أدركت أن ثقافتي الهجينة ستساعدني في إدخال الموسيقى والكلمات العربية إلى الأغنيات بأسلوب محببّ، وأن أتميز من خلالها عن باقي الفنانين. وهذا ما حصل، يردِّد اليوم الألمان والإنكليز والسويسريون “إنت حياتي”، وهذا أحد أبرز الأهداف التي أسعى إليها. أودّ نشر الموسيقى العربية حول العالم، لعل الغرب يفهم يوماً أن اللغة العربية لا تتضمن فقط كلمات الإرهاب”.

بحبك يا لبنان

عاش مساري طفولته في كندا، لكنه ظل مرتبطاً عاطفياً وفكرياً بلبنان. هذا ما يبدو واضحاً من الكلمات المحلية التي يستعملها في الحديث، ويقول: “في كندا لطالما تقرّبت من الجاليات اللبنانية وبنيت معها جسوراً عبر المهرجانات الفنية والمناسبات الاجتماعية. أنا فخور بانتمائي، وهذا حال جميع اللبنانيين في الخارج، تراهم دوماً يحرصون على نشر تراث بلدهم. لذا، كلّما حققت نجاحاً أهديه إلى وطني أولاً”. وقد أطلق خلال الحفلة أغنية منفردة جديدة هدية للجمهور اللبناني.
يعجّ جدول أعمال مساري بمشاريع جديدة، وقد كشف لنا نيّته اقتحام هوليوود، وتقديم أفلام سينمائية تعكس واقع الشباب اللبناني في المهجر وتسليط الضوء على العائلة اللبنانية المحافظة على تراثها وتقاليدها الأصيلة، لكن ضمن إطار الأكشن والإثارة... كما يطلق قريباً مجموعة ملابس موقّعة باسمه «FOR EVER MASSARI»، وتتضمن البزات الرسمية وملابس الحياة اليومية.
قبل ذلك، يكمل جولته الغنائية التي بدأها في بيروت، ليحيي مساء غد حفلة في سوريا، ينتقل بعدها إلى البحرين ليغني في السادس عشر من الشهر الجاري في مناسبة انطلاق سباق “الفورمولا”. ثم يزور مصر ليلتقي جمهور بلاد النيل يومي 20 و21 نيسان (أبريل)، قبل دبي والأردن. ويلي الجولة العربية، حفلات في ألمانيا وبريطانيا وأوستراليا وكندا، يتفرّغ بعدها لتسجيل الألبوم الجديد.