باسم الحكيم
تعود فيفيان أنطونيوس إلى الشاشة بعد سنتين من الغياب القسري. لكنّ الممثلة اللبنانية لم تعد معنيّة بالانتشار عربياً، بل تركّز اهتمامها على الدراما المحلية، وترى أن النجوميّة ممكنة خارج «هوليوود الشرق»

لم تتعمد فيفيان أنطونيوس الغياب عن جمهور الشاشة الصغيرة لأكثر من عامين، منذ انتهاء عرض خماسيّة «عيون خائنة» للمخرج إيلي معلوف. هي، قبل أن تبتعد عن مواقع التصوير بسبب الحمل والوضع، كانت قد تركت في أدراج «ال بي سي» مسلسلين: سباعيّة «ابني»، وكوميديا «ساعة بالإذاعة»، ما كان سيضمن حضورها على الشاشة إلى حين عودتها. لكن مخططها باء بالفشل، فـ«ابني» الذي صوّر قبل ثلاث سنوات، لم تبدأ «أل بي سي» عرضه إلاّ قبل يومين. فيما ينتظر «ساعة بالإذاعة» على الرفّ حتى إشعار آخر، وخصوصاً أن LBC طلبت من جورج خبّاز سرعة الانتهاء من كتابة حلقات كوميديّة بعنوان «أصحاب» لطلاب «ستار أكاديمي».
يمثّل المسلسلان تحديّاً لأنطونيوس، إذ تبتعد فيهما عن أدوار العاشقة التي تنتظر فارس أحلامها. في «ابني» من سلسلة «حكايات»، وهو أول تعاون لها مع الكاتب شكري أنيس فاخوري والمخرجة كارولين ميلان، تلتقي مجدداً بديع أبو شقرا في دور الحبيبة. لكنها لن تنجح هنا باستدرار عطف المشاهد، لأنها ستدخل قفص الاتهام بمقتل أحدهم منذ الحلقة الأولى. لم يزعجها عدد المشاهد القليل في المسلسل، إذ تعتقد أن «الدور يقاس بأهميته لا بحجمه، وإذا انتزعنا شخصيّة ميدا (دورها في السباعيّة)، يرتبك الخط الدرامي للعمل». لذا، لا تجد حرجاً بأداء دور مساند بعد سلسلة من البطولات المطلقة، «يوم أسند المخرج البطولة النسائيّة الأولى إلى نادين الراسي، كانت آتية لتوّها من عالم الأزياء، لكنني اقتنعت بدوري». وتقول بثقة: «اعتدت البطولات المطلقة، لذا أبحث عن الدور الذي يتحداني مهما كان صغيراً».
وبعد عملين كوميديين هما «عبدو وعبدو» لخبّاز و«شلّة عالهلّة» للكاتب طوني شمعون، تعدّ «ساعة بالإذاعة» محطة جديدة في تجاربها الكوميدية. وتستعيد القصة: «تخوفت من عدم تقبل الناس، يوم عرض عليّ جورج خبّاز «عبدو وعبدو»، لكن الدور صنع لي جمهوراً جديداً من الأطفال». ولعلّ هذا ما دفعها إلى الموافقة على أداء شخصيّة المذيعة مانديللا في «ساعة بالإذاعة»، موضحة أنها «شخصية طريفة ومعقّدة تعاني مشاكل نفسيّة، وتقدم فقرة الأبراج وتصدق ما يقوله الفلكيون». وتلمّح هنا إلى عمل كوميدي جديد. أهو المسلسل المؤجل مع جورج خبّاز ودريد لحّام؟ تجيب مبتسمة: «أفضّل عدم التحدّث عنه حاليّاً».

جائزة رمزية

بعد استراحة قسريّة، عادت أنطونيوس أخيراً إلى استديو التصوير مع مسلسل «ورود ممزقة» من كتابة طوني شمعون وإخراج إيلي معلوف وإنتاج «فونيكس بيكتشر إنترناشونال». وتجسد فيه شخصيّة فتاة خاضعة لحبيب يسعى إلى تملّكها، ويستمتع بتعذيبها، إلى أن تجد من ينتشلها من أزمتها.
تتحدث فيفيان كثيراً عن الدراما المحليّة، وتعرب عن رغبتها في التعامل مع الكاتبة كلوديا مرشليان، «لكن اللقاء بيننا في مسلسل «الليلة الأخيرة» تعرقل في اللحظة الأخيرة، على رغم أنني اجتمعت بالمنتج مروان حدّاد وتحدّثنا جديّاً عن العمل». غير أن ما تفضل تسميته «سوء تفاهم»، جعل الدور من نصيب غيرها. وتقول: «كانت الحجّة دائماً جاهزة: فيفيان حامل، مع أنني لم أكن كذلك». في المقابل، تعترف بأن حملها منعها من بطولة مسلسل «دموع الندم» للكاتب فراس جبران والمخرجة رندلى قديح الذي يعرض حاليّاً. وتوضح: «أحببت أن أقدّم الشخصية ذاتها في عمر العشرين ثم في الأربعين، وخصوصاً أن المرأة الأربعينيّة لا تعطي عمرها الحقيقي، بسبب عمليات التجميل». وهنا، تمنح نفسها جائزة «الممثلة الوحيدة التي لم تُجر أي عملية تجميل».
وبعيداً من المحليّة، اعتذرت أنطونيوس عن بطولة فيلم مصري، «ليس لأنني أتخوّف من الإخفاق بإتقان اللهجة المصريّة، بل لأنني سأضطر إلى الإقامة لشهرين متواصلين في القاهرة، في وقت أعطي فيه الأولوية في حياتي لزوجي وولدي». وعلى رغم اعتذارها عن دور كان سيفتح لها باباً في هوليوود الشرق، تتشوق لتقديم شخصية فتاة لبنانيّة في الدراما العربيّة، «فهي ستمكّنني من التعبير عن طاقاتي التمثيليّة». لكنها لم تشارك في أي عمل عربي طيلة سنوات عملها؟ تجيب: «انشغالي بالتصوير في لبنان كان يمنعني من ذلك... أنا مكتفية بالانتشار محليّاً، ولا أبحث عن شهرة عربيّة. هذا ما حلمت به منذ صغري، فلماذا أطمع بأكثر من ذلك، فأهمل عائلتي؟».

الخاسر الأكبر

لا يمكن لقاء فيفيان أنطونيوس من دون الحديث عن ابتعادها عن أعمال الكاتب مروان نجّار الذي تؤكد فضله عليها، «لولاه لما عرفني الجمهور». إلا أن لهجتها تبدو اليوم مختلفة عنها في الأشهر الأخيرة، بعد حوارات رأت فيها أنه «الخاسر الأكبر لأنه لا يتعامل معي». وبعد اتصال بنجّار أثناء اللقاء، تعود لتعترف مجدداً بفضله، متسائلة عن «سبب زعله مني». وما عزز الفتور بينهما، هو استبعاده لها عن مسلسل «الطاغية»، على رغم أنهما يعزوان إبعادها إلى الحمل. تفتقده اليوم، وتبرر غيابه عن الساحة الدراميّة، بأن «هناك من يحوك دائماً المؤمرات ضدّ الإنسان الناجح. وسواء كان غائباً أو مغيّباً، فإن ابتعاده ترك فراغاً في الدراما اللبنانيّة». أخيراً، لا ترى انطونيوس أن أجرها يمثّل حائلاً دون التعامل معها، «إلاّ لأولئك المنتجين الذين يفكرون في المال على حساب مستوى العمل»، وتؤكد: «جميع من تعاملت معهم، يقدرون موهبتي وأعطوني حقي كاملاً».