صباح أيوب
أن ينبعث صوت السيّدة فيروز من جهاز التلفزيون، في هذه الأيام، ومن خلال اعلان «يبشّر» بوثائقي خاص بها، هو حدث بحدّ ذاته. فيروز على «الجزيرة» في فيلم وثائقي من انتاج القناة القطرية. يمرّ الاعلان مازجاً لقطات من حفلاتها الموسيقية مع مشاهد خاصة لم نرها من قبل.
هي «رسالة حبّ من كوكب آخر»، و«عاصمة أصوات»، «تبحث عنها القصائد لتصبح شعراً»... تتداخل هذه العبارات في الشريط الاعلاني لتروّج بطريقة ما لمضمون الوثائقي. الفيلم المرتقب، وهو من اعداد بسام القادري، يتناول صوت فيروز بصفته «عاصمة» جامعة للعرب أينما وُجدوا و«رسالة حبّ» لها تأثيرها في الحياة، ومن جوانبها كلها.
شارك في تنفيذ الفيلم مجموعة من مراسلي «الجزيرة» في مختلف البلدان العربية والمغرب والخليج العربي. و«لاحقت» الكاميرا الجاليات العربية في بلدان الاغتراب مثل فرنسا والصين وغيرهما، تسأل الناس عن سرّ تعلّقهم بوطن اسمه «فيروز»، اضافة الى بعض الأفلام المصوّرة «الخاصة جداً» والتي لم تبثّ من قبل... يتخلل الشريط الذي يعرض بعد خمسة أيام من ذكرى الـ 22 للحرب الأهلية اللبنانية، حوارات مع شخصيات من مختلف المجالات الفنية (مسرح وغناء وموسيقى) والسياسية (شخصيات بارزة وصنّاع قرار) والاجتماعية، إضافة إلى اختصاصيين بعلم النفس من مختلف الدول العربية، يحاولون «تفسير» ذلك السرّ الذي يكمن وراء قدرة فيروز على جمع من يفرّقهم الاختلاف السياسي والديني والجغرافي...
من ناحية ثانية، سيتطرّق الوثائقي للمرّة الأولى، الى ظاهرة القدرة «الشفائية» لصوت فيروز في بعض الحالات الخاصة، وما له من تأثير نفسي ايجابي على بعضهم. وسيدلي بعض الأشخاص بشهادات حياة من خلال تجاربهم، على أن يحاول الاختصاصيون في مجال الطبّ والتحليل النفسي، شرح الظاهرة من الناحية العلمية.
يقول الاعلان إنها «تغني الحبّ، والحزن والتفاؤل والفرح». ويؤكّد بسام القادري التماسه لـ «إجماع عربي على صوت فيروز»، لذلك أصرّ أن ينطلق في فيلمه من هذه الزاوية، مدركاً أنّ المشاهدين متعطشون لرؤية فيروز والحديث عنها، حتى لو لم يتناول هذا الحديث جوانب حياتها الشخصية. يذكر أن القناة لم تحدد ساعة عرض الفيلم حتى كتابة هذه السطور.

الثامن عشر من الشهر الجاري على قناة «الجزيرة» الإخبارية