في الوقت الذي لا تزال صالات العرض في السعودية ممنوعة مع وجود فتاوى تحرم حتى الصناعة السينمائية، يلاحظ المراقب بروز أفلام لمخرجين سعوديين، وعروض متواضعة داخل الأندية الأدبية. يفسر الكاتب والمسرحي أثير السادة ذلك: «لك أن تنظر إلى مهرجانات الأفلام القصيرة التي بدأت بالانتشار في عدد من دول الخليج، لتعرف مدى الاندفاع في توسيع دائرة الصناعة السينمائية في هذا الإقليم وإن في صورة جنينية. إنها لقطة مهمة لفعل ثقافي لم يكن يجد هامشاً له ضمن أشكال التعبير الثقافية المهيمنة. اليوم ومع الحضور الطاغي للصورة، تنامى الإحساس لدى الشباب تجاه قدرة الإخراج السينمائي على معالجة قضاياهم ومشاغلهم الإنسانية».لكن منذ متى بدأت المنتديات الأدبية تخرق هذا المنع؟ وكيف تعرض أفلام تتعارض مع وجهة نظر التيار الديني؟ يجيب أثير السادة «الأندية الأدبية ومع تشكيلاتها الإدارية الجديدة، سعت إلى تبنّي تقديم العروض السينمائية ضمن برامجها الموسمية، وهي بذلك تحاول الإفادة من نظامها الأساسي الذي يتضمن هذا البند. وكان النادي الأدبي في الرياض والنادي الأدبي في المنطقة الشرقية الأبرز على هذا الصعيد. الا أنّ الانفتاح على الثقافة السينمائية بدا أحياناً كمحاولة لتحصيل بعض المكتسبات وتسجيل بعض النقاط ضمن حالة اختبار ما زالت تعيشها هذه الإدارات المستجدة، فليس واضحاً وجود مشروع لدعم هذا الاتجاه. ولا وجود لضمانات استمرار بقائه مع ضبابية الموقف الرسمي، وقدرة الأصوات المتشددة على التدخل وتعطيل الفعاليات مثلما جرى مع النادي الأدبي في الشرقية، عندما اقتحم أصحاب اللحى الطويلة القاعة ليوقفوا فيلماً إيرانياً عن النساء في عهد طالبان، محولين العرض إلى فيلم وثائقي عن أسراب البطارق المهاجرة».