القاهرة ــ محمد محمود
بعد النجاح المحدود الذي كان من نصيب أفلام العام الماضي، حشد المنتجون المصريون كل إمكاناتهم، للخروج من الورطة. هذا الموسم يتميّز بزحمة نجوم: إمام، هنيدي، حلمي، سعد وحتى الـ 4 cats. في أمسيات القاهرة، لا صوت يعلو فوق صوت معركة شباك التذاكر

يعرف جميع العاملين في الوسط السينمائي في القاهرة أنّ موسم الصيف هو الأهم على صعيد الإيرادات وحجوزات شباك التذاكر. وفي حين استعدّ الكبار جيداً للمنافسة، يداعب الطموح مخيّلة نجوم الصف الثاني من أجل دخول قائمة الأكثر تحقيقاً للمبيعات. إنها المعركة التي تتجدد كل عام، وفيها، يكون استخدام جميع الأسلحة مشروعاً. وإذا كانت المواسم السابقة قد رسّخت مكانة الثلاثي: عادل إمام، محمد سعد وأحمد حلمي في المراكز الأولى، لم يدخل اليأس إلى قلوب المنافسين الآخرين... محمد هنيدي لا يزال يطمح إلى استعادة مكانته، كذلك هاني رمزي وتامر حسني وأحمد السقا. فيما يلعب آخرون على عنصر المفاجأة، ويحلم المنتجون بتفادي سلبيات الموسم السابق الذي شهد عشوائية في توزيع الأفلام أدت إلى انخفاض إيراداته عن المبلغ المتوقع، وهو 100 مليون جنيه (18 مليون دولار تقريباً). ويمثّل موسم الصيف أكثر من 60% من إيرادات السينما المصرية سنوياً، على رغم أن أحمد حلمي كسر القاعدة في فيلمه الأخير «مطب صناعي» الذي عرض في موسم الأضحى. وقد اقتربت إيراداته من العشرين مليون جنيه (3,6 مليون دولار تقريباً) بعيداً من موسم الكبار الذي يبدأ منتصف حزيران (يونيو) وينتهي أواخر شهر آب (أغسطس).
في البداية، يطلّ كالعادة عادل إمام الذي أنهى تصوير نصف مشاهد فيلم «مرجان أحمد مرجان» مع ميرفت أمين ومجموعة من الوجوه الشابة. وبعد انتهاء المخرج علي إدريس من تنفيذ الديكورات الداخلية، نقل فريق العمل معدّاته إلى حرم جامعة خاصة حيث تجرى معظم أحداث القصة. ويروي «مرجان أحمد مرجان» حكاية رجل أعمال يقرر استكمال تحصيله العلمي قبل دخول معركة الانتخابات البرلمانية. والفيلم من إنتاج شركة «غود نيوز غروب»، وتوزيع «النصر ــ أوسكار ــ الماسة» أي الثلاثي الذي يتنافس بشدة مع الشركة العربية بقيادة إسعاد يونس. وهذه الأخيرة تحمل في جعبتها أفلاماً عدة، أبرزها «كركر» لمحمد سعد. وقد بدأ تصويره بهدوء بعيداً من عيون الصحافة، وتشارك في بطولته ياسمين عبد العزيز. ويقدّم سعد في الفيلم شخصيتَي توأم، وهو بذلك يواصل ممارسة هوايته المفضلة عبر الظهور بأكثر من دور في عمل واحد. محمد هنيدي أيضاً يظهر في فيلم «عندليب الدقي» بشخصيتَي توأم، أحدهما يعيش في القاهرة، والثاني في دبي. وتزور أسرة الفيلم الذي يحمل توقيع «روتانا»، حالياً الإمارة الخليجية لتصوير معظم المشاهد. لكن مهلاً، أحمد حلمي سيدخل السباق متنكراً بزي توأم في فيلم «كده رضا». ومن المنتظر أن يبدأ تصويره مع المخرج أحمد نادر جلال خلال أيام. ولم يعلن حلمي بعد عن تفاصيل فيلمه الذي تنتجه «روتانا» أيضاً، علماً بأن منة شلبي مرشحة للبطولة.
بعد نجوم الكوميديا الأربعة، يأتي هاني رمزي الذي يطمح إلى تحقيق إيرادات جيدة، متسعيناً بجمال فريق الـ«فوركاتس» في «ضابط و4 قطط». ويجسد رمزي دور ضابط شرطة، يكلّف بمتابعة جريمة قتل، يكون فريق «الفور كاتس» شاهداً عليها، ما يهدد حياة الفاتنات اللواتي يظهرن بشخصياتهن الحقيقية بالقتل! من جهته، يعوّل تامر حسني كثيراً على عودته ـــ بعد سنتين من الغياب ـــ في «عمر وسلمى». حظي الفيلم بدعاية هي الأطول بين باقي الأعمال المنافسة، إذ بدأت حملة الترويج منذ الشهر الماضي، في حين لن يعرض الفيلم إلا في حزيران (يونيو) المقبل. وهو أسلوب يعتمده عادة المنتج محمد السبكي وتامر حسني الذي كان يصوّر عمله مطلع العام الماضي، عندما قصد رجال الشرطة منزله وساقوه إلى السجن. في الموسم نفسه، قد يطلّ أحمد السقا مرتين، أو لا يشارك إطلاقاً. إذ انتهى من تصوير فيلم «تيمور وشفيقة» مع منى زكي، لكنّ خلافاً كبيراً وقع بين أسرة الفيلم والمنتج هشام عبد الخالق، حال دون تأكيد عرضه خلال موسم المواسم. كذلك، أعلن السقا أنه سيبدأ قريباً تصوير فيلم «الجزيرة» مع المخرج شريف عرفة على أمل اللحاق بموسم الكبار. لكن المشهد لم يكتمل بعد، وهو ما تواجهه هيفا وهبي أيضاً، إذ يؤكد محمد السبكي أن التصوير سيبدأ خلال هذا الشهر، لكن تفاصيل الفيلم لم تعلن بعد. وإذا تأخرت الانطلاقة حتى الشهر المقبل، قد يصعب أن تأسر هيفا قلوب الجمهور المصري قريباً.
على لائحة الانتظار، هناك «أحلام الفتى الطائش» الذي يعدّ أول بطولة لرامز جلال، والمؤجل من العام الماضي، وفيلم العودة لأحمد الفيشاوي «45 يوماً»، كذلك «الشياطين» لشريف منير وجومانا مراد، و«عجميستا» لشريف رمزي وخالد أبو النجا. فيما لم يعلن يوسف شاهين بعد إن كان سيقدم «هي فوضى» إلى جمهور الصيف، وخصوصاً أن المخرج الشهير لم يكترث يوماً بمواسم العرض، مراهناً على اسمه، ونجاحاته السابقة في شباك التذاكر.

الأفلام المرشحة للعرض في بيروت هذا الصيف:
«مرجان أحمد مرجان»، «عمر وسلمى» و«كده رضا» أولاً، ثم «عندليب الدقي» و«كركر».