strong>جوان فرشخ بجالي
على أدراج متحف بيروت، وقف أول من أمس علماء الآثار وأساتذة جامعات لبنانيون رافعين الشموع لمتحف بغداد في الذكرى الرابعة لسرقته.
وكانت «الأخبار» قد نظمت اللقاء تحت عنوان «إضاءة شمعة لمتحف بغداد»، وهو يأتي في سياق جملة لقاءات تشمل أكثر من عشرين مدينة من حول العالم كانت قد أعدّت لها منظمة SAFE (Saving Antiquities For Everyone).
أضيئت الشموع أيضاً في بغداد أمام مدخل المتحف الموصد بالجدران الإسمنتية. وأُقيمت لقاءات في نيويورك، وفانكوفر، وتورنتو، شيكاغو... واختتمت إضاءة الشموع العالمية هذه في بيروت.
بدأ اللقاء في قاعة متحف بيروت الأساسية، ثم عُرضت صور لمتحف بغداد بعد النهب. وقال المدير العام للآثار في لبنان فريديريك الحسيني « نقف في متحف بيروت الذي كان مهدماً وكان وضعه مأساوياً خلال الحرب، لكنه اليوم وبعد ترميمه يستقبل الزائرين وعادت الحياة إليه».
وكان متحف بغداد قد تعرض لعملية نهب ضخمة امتدت ثلاثة ايام إثر سقوط العاصمة العراقية في يد القوات الأميركية. 15.000 قطعة فقدت من صالات عرضه ومخازنه. وبعد اربع سنين لم يتم استرداد إلاّ 7000 قطعة منها.
يستحيل اليوم على الهيئة العامة للآثار في العراق تأمين الحماية اللازمة للمتحف والمجموعات المعروضة في داخله، فقد قررت سد كل مداخله بجدران من الاسمنت بسماكة عدة امتار. والخوف من أن تخسر بلاد حضارات الرافدين تاريخها بعد سنين الحرب. إذ تتعرض المواقع الاثرية يومياً لعملية نهب واسعة.
للبحث في سبل حماية الآثار خلال الحروب، توجه الحضور الى مطعم L’Atelier في الأشرفية حيث جرى اول لقاء لمقهى الآثار (Archaeology Cafe) ، وهو نشاط شهري تنظمه جريدة «الأخبار» لمناقشة كل المواضيع المتعلقة بالآثار والتراث. وهناك حول الطاولة المستديرة، شرح فريديريك الحسيني انه «خلال حرب تموز الاخيرة، تم إخلاء المتحف الوطني من كل القطع الصغيرة التي وضعت في المخازن. وتحدث حسيني عن مجهود كبير تم بذله لإبقاء عناصر الحراسة حول المتحف.
وبعد هذه الشروح، بدأ النقاش في كيفية حماية الآثار. إذ إن الخطر الاكبر الذي يطالها يأتي من السكان الذين يعيشون بقربها.
اللقاء الثاني لـ «Archaeology Cafe» في 18 أيار عن «دور علماء الآثار في مكافحة تسيس التاريخ».