القاهرة ـــ محمد محمود
على رغم ترحيب كل نجوم الدراما في القاهرة بقرار الشركة المصرية لمدينة الإنتاج الإعلامي العودة إلى الانتاج المباشر من دون الاعتماد على منتجين منفذين، لم تخلُ الانطلاقة الجديدة من بعض الشائعات والأقاويل. أخيراً، نشرت صحيفة محلية خبراً عن ذهاب الفنانة هالة فاخر لصرف دفعة من مستحقاتها عن مسلسل «آخر الخط» بواسطة شيك واجب الدفع، لكنها فوجئت بعدم وجود رصيد، وهددت برفع شكوى رسمية إذا لم تحلّ الأزمة. الأمر الذي دفع إدارة المدينة، وهي أكبر جهة انتاج حكومية في مصر، إلى نفي الخبر جملة وتفصيلاً. خصوصاً أنّ القصة قد تؤثر في موقفها المالي، في وقت تحاول فيه استعادة مكانتها التي تراجعت كثيراً في الفترة الأخيرة إلى حد إطاحة رئيسها السابق عبد الرحمن حافظ، بعد الحديث عن تورطه في قضية فساد.
من جهتها، أكدت هالة فاخر لـ «الأخبار» أنها لم تصرح يوماً بوجود مشكلة مالية بينها وبين جهة الإنتاج. لكنّها عزت إطلاق الشائعة إلى تبرير تأخرّها عن التصوير قبل أيام، بتأخير صرف شيك لها في أحد المصارف بسبب أمور إدارية. وقالت: «ليس معقولاً أن تعطي جهة حكومية شيكاً من دون رصيد، وهو أمر لم يحدث من قبل، وأشارت إلى أن عودة المدينة للإنتاج المباشر ساعدت النجوم في تفادي مشكلات «المنتج المنفذ»، لذا، لن تقع في أخطاء تحاول اليوم تفاديها. وبعيداً عن الأزمة العابرة التي كادت تسيء إلى سمعة الجهة المنتجة، يستحق المسلسل أكثر من وقفة. إذ لم يأت «آخر الخط» عنواناً للعمل الدرامي الذي ينفذه المخرج المخضرم محمد عبد العزيز حالياً، ليعبّر عن مضمون المسلسل فحسب. بل يطلق مؤلفاه رؤوف توفيق ومنى ثابت عبره صرخة، لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في المجتمع المصري قبل فوات الآوان. المسلسل، طبقاً لرؤية المؤلفين، وهما صحافيين بالأساس، يكشف عن التدهور في قطاعات عديدة داخل المجتمع المصري، من خلال رئيس رابطة عمال القطارات الذي يتقاعد، لكنّه يواصل العمل على حلّ أزمات السكك الحديدية التي تسببت في كوارث فادحة في السنوات العشر الأخيرة. هناك أيضاً قصص أبناء رئيس الرابطة المتقاعد (حسن حسني): الطبيب، ضابط الشرطة، طالبة الجامعة، وزوجة الموظف المهمّ. ثم الجارة التي تعمل في مجال التدريس، وصديقة العائلة الصحافية التي تجهد لفضح سلبيات المجتمع على صفحات صحيفتها.
و«آخر الخط» من الأعمال الدرامية النادرة، التي ستصوّر في أربع مدن في الصعيد من دون أن تصوّر أهل الإقليم بأسلوب تقليدي، مثلما جرت العادة في المسلسلات الأخرى. أضف إلى ذلك أنّ عبد العزيز استبدل تصوير مشاهد حوادث قطارات لصعوبة تنفيذها، بمادة أرشيفية موثّقة، وهي متاحة لكثرة الحوادث في الآونة الأخيرة. يشارك في بطولة العمل إلى جانب حسن حسني وهالة فاخر، كل من طارق لطفي وريهام عبد الغفور ومحمد نجاتي وهدى هاني وشادي سرور. ويقدم «آخر الخط» مثالاًً جديداً لهجرة مبدعي السينما إلى التلفزيون. إذ يعدّ عبد العزيز مخرجاً سينمائياً بالأساس، وكتب رؤوف توفيق من قبل أفلاماً بارزة مثل «زوجة رجل مهم» و«مستر كارتيه».