القاهرة ــ محمد محمود
يُفاجأ مستخدمو غرف الهاتف في شوارع القاهرة برائحة نتنة تتسلل إلى أنوفهم قبل أن يلفظوا كلمة «ألو». وبعد جد وتفتيش يكتشفون أنها تنبعث من كيس قمامة «أسود اللون ثقيل الوزن مليء بكل أنواع المخلفات الكفيلة بزكم الأنوف و«زغللة» العيون، فقليلون يصدقون أن «الكابينة» التي تحوي الهاتف تصلح «لاستخدامات» أخرى.
مشكلة جامعي القمامة في القاهرة قديمة، فقد جربت الحكومة المصرية طوال سنوات كاملة وسائل ــــــ كان واضحاً من البداية أنها فاشلة دون الحاجة للتجربة ــــــ فقامت بتجميد هيئة النظافة الرسمية، وتعاقدت مع شركات أجنبية فرضت رسوماً جزافية على المواطنين، فتتابعت المشكلات حتى انهارت تلك الشركات.
ولجأت الدولة من جديد لخدمات الهيئة المجمدة التي فشلت في العثور على جامعي قمامة يقبلون العمل بالشروط القديمة، واضطرت للمرة الأولى للإعلان عن المرتب في الصحف حتى تشجع الشباب على التقدم للعمل «زبالين»، غير أن مبلغ 70 دولاراً كل شهر لم يكن مغرياً، فعاد فقط الزبالون القدامى. واستمرت الأزمة كما هي حتى الآن، وبات على كل مواطن أن يجد الحل الأسهل للتخلص من قمامته.