فاطمة داوود
«مهاترات الصحافة» لم تعد تشغل مروان خوري. ألبومه الثالث يبصر النور قريباً، والدويتو مع كارول سماحة بات جاهزاً، وأغاني ماجدة الرومي على النار... وفتوحات جديدة مطلع الصيف، في موريتانيا وماليزيا والسودان وأوستراليا
يعزو مروان خوري ابتعاده عن الإعلام في الفترة الأخيرة إلى الحوارات التي أجراها قبل مدة، وحرّف أصحابها أقواله، ما سبّب له خلافات مع بعض زملائه. وفيما يؤكد أنّ كلّ ما تردد على لسانه ضدّ الفنانين لم يكن صحيحاً، يشير إلى أنه لا يحبذ كثرة الإطلالات الإعلامية قبيل صدور الألبوم، «إذا شاهدني الجمهور يومياً على الشاشة، فقد يفقد حماسة سماع آخر أعمالي».
لكن لماذا تأخر إطلاق جديده كل هذا الوقت؟ هل بسبب خلاف مع الشركة المنتجة «روتانا» كما يتردد؟ يجيب بسرعة: «لا أعرف لماذا يطرح هذا السؤال؟ ما من مشاكل مع أحد، كل ما في الأمر أنني أتريّث في انتقاء الكلمات والألحان والتعامل مع الموزّعين. كما أنّ الوضع السياسي في لبنان والمنطقة أثّر في مزاجي وخفف من قدرتي على التلحين. لكن التأخير لا يزعجني، وخصوصاً إذا جاء لمصلحة العمل الفني الجيد».
هذه المرة أيضاً، لن يتعامل خوري مع أي ملحن آخر، إذ لا يزال يمتلك مخزوناً كافياً من الألحان، مراهناً على عدم الوقوع في فخ التكرار. لكنه يستدرك سريعاً: «قد أتعاون مع الآخرين إذا استمعت إلى لحن يستفزّني. انتهيت أخيراً من تنفيذ 12 أغنية، شكّلت ملامح الألبوم. سأنتقي منها ثماني فقط لتدرج ضمن الأسطوانة، وسأضيف أغنية «دواير» التي غنيّتها لفيلم «أوقات فراغ»، وهي من كلمات الشاعر الكبير عبد الرحمن الأبنودي. كما سأعيد توزيع أغنية «لو فيي» التي لحنتها قبل سنوات لغسان صليبا». وقبل مبادرته بالسؤال عن سبب اتخاذه قرار إعادة إطلاق هذه الأغنية، يقول: «أريد تسليط الضوء على «لو فيي» بغض النظر عن رأيي إذا كانت ناجحة بصوت صليبا أو لا... لا ضير في تأدية أغنية واحدة بصوتين مختلفين».

صدمة إيجابية

يؤكد خوري أن «أنا والليل» لن يخرج عن الأسلوب الرومانسي الذي انطلق منه. لكن مفاجأته ستأتي من دويتو «يا رب» الذي يجمعه مع كارول سماحة. وهي من كلمات خوري وألحانه، وتوزيع شقيقه الأصغر داني، وسيصورها الفنانان على طريقة الفيديو كليب تحت إدارة المخرج الفرنسي تييري فارن. أما عن كيفية التعاون بين الطرفين، فيقول: «تجمعني قواسم مشتركة مع كارول على رغم تناقض شخصيتينا. أحبّ حضورها المسرحي وأداءها التعبيري، وقد تركت لها حرية اختيار المخرج ما دمت قد توليت الجانب الموسيقي، علماً بأنني أحضّر أكثر من أغنية لألبومها المقبل».
في الأشهر الأخيرة، صرّح خوري بأنه سيقلّص نسبة الألحان التي يقدمها لغيره من الفنانين، على رغم أن الكثير من النقاد يعوّلون على موهبته للنهوض بالأغنية اللبنانية. لكنه يؤكد: «اتخذّت القرار من أجل التركيز على نتاجي الغنائي الخاص. لكن ذلك لا يعني الابتعاد تماماً عن تقديم الألحان. هناك تجارب جديدة ستبصر النور قريباً، إذ أعقد جلسات عمل مكثّفة مع ماجدة الرومي، وأحضّر عملاً لصابر الرباعي. كما انتهيت أخيراً من تسجيل أغنية مصرية بعنوان « بتروح مع السلامة»، وأخرى لبنانية لأماني السويسي، نجمة «ستار أكاديمي 2» التي تطلق ألبومها بعد أسابيع قليلة».
لكن لماذا التركيز على اللهجة المصرية في أعماله الأخيرة؟ يقول: الفن حالة خاصة معاكسة للسياسية، يسير عكس التيارات بلا حدود متخطياً اللهجات والبلدان. لذا، ترينني أرفض مقولة إن أحدهم غنى اللهجة المصرية لإرضاء جمهور بلاد النيل. هذه إهانة له ولعمله. المفروض تقديم أعمال راقية تصل إلى قلوب الناس حتى لو كانوا في الصين»...

عريس تحت الطلب

يضحك مروان خوري بصوت عال عندما تسأله عن مايا نصري. يؤكد أن قصة خطوبتهما لم تكن سوى مزحة، نشرتها إحدى المطبوعات ككذبة في أول نيسان (أبريل). ثم يستطرد: «لن أتزوّج قريباً، لكن من المؤكد أنني لن أرتبط بفنانة تشاطرني لعبة الأضواء والشهرة. أنا فنان أحتاج إلى امرأة تدعمني، وتمدّني بالاستقرار وتؤدي دورها الأساسي في المنزل»...
أخيراً، لا يكترث خوري كثيراً لمقولة إن ألبومه الأول «كل القصايد» تفوّق على أسطوانته الثانية «قصر الشوق»، إذ إنه مقتنع تماماً بالقيمة الفنية لأغنيات «قصر الشوق»، لكن تفاوت الأذواق واختلافها شكلا هذا التصور. وما الجولة الفنية التي يحييها خلال الصيف إلا دليل على إعجاب الجمهور بعمله الأخير: تبدأ الرحلة في سوريا قبل أن يزور المغرب وتونس، ثم يتجه صوب ماليزيا وموريتانيا والسودان، ويحط رحاله أخيراً في أوستراليا. ويفاخر بأنها من المرات النادرة التي يلتقي فيها فنان عربي بجمهور ماليزيا وموريتانيا.