باسم الحكيم
فيلمها الأول «غنوجة بيّا» استقطب أكثر من 170 ألف متفرّج، لكن ريتا برصونا لا تتربّع بكسل على عرش النجاح. الممثلة اللبنانية قررت الانتقال ــ دفعة واحدة ــ إلى كتابة المسلسلات... وفي جعبتها مشاريع كثيرة، وعينها على فيلم محلّي عن حياة المسيح

منذ دخولها عالم الدراما التلفزيونيّة، قرّرت ريتا برصونا أن تحسب خطواتها جيّداً، وأن تسير بتأنّ. لم تستعجل البطولة أو النجوميّة، «لأن من يسطع نجمه سريعاً، غالباً ما يعيش على أمجاد الدور اليتيم». ترى أنها تدرّجت في البطولات، فجسّدت أولاً الأدوار الرئيسية الثانية في عدد من المسلسلات، بينها «الصراع» مع رودي رحمة ونغم أبو شديد، «سكرتيرة بابا» مع الراحل ابراهيم مرعشلي، و«إليسار» مع الراقصة أماني، ثم حلقات «يا غافل إلك الله» مع أحمد الزين. وإذا كان جمالها هو بطاقة العبور الأولى إلى التمثيل، فحضورها وموهبتها جعلاها جديرة بمنافسة خريجات معهد الفنون، منذ حكاية «كلها مالحة» لشكري أنيس فاخوري والنجم جورج خبّاز.
بعد أول عمل مسرحي لها «حظّك قليل يا خليل» مع المخرج الراحل فارس الحاج، توقفت عن عرض الأزياء، وقررت احتراف التمثيل. وبعدما حقّقت انتشاراً محليّاً مقبولاً، لا تبدو متحمّسة للنجوميّة العربية اليوم، بعدما تحدثّت أكثر من مرّة عن بطولات في السينما الإيطاليّة والأميركيّة. لكن ذلك لا يعني أنها راضية كل الرضى عما حققته. لذا، قررت أخيراً أن تنضمّ إلى نادي الكاتبات ـــ الممثلات، وقد أوشكت على الانتهاء من إعداد سيناريو مسلسلها الأول «حب ممنوع» (إنتاج شركة «مروى غروب»)، ويجمعها مجدداً مع بيتر سمعان إضافة إلى ميلاد قسطنطين رزق ورانيا عيسى وغيرهم. تبدو متحمّسة جداً للعمل الذي صورت حلقته الأولى، وتنهي المخرجة رندلى قديح علمية المونتاج خلال يومين.
حين تسألها عن العمل، تجيب بسرعة: «لم أتوجه إلى الكتابة بسبب قلّة عدد الكتاب في لبنان، بل رغبة بالتجريب. قرأت سيناريوهات كثيرة، أمدّتني بالقدرة على التمييز بين النص الجيّد والنص السيئ». وتلخص فكرة العمل بـ «قصّة حب ممنوعة، بين شاب ينتمي إلى عائلة سياسيّة عريقة، يعدّه جدّه (إدوار الهاشم) لتمثيل العائلة في المجلس النيابي، وبين فنانة شهيرة». وبموازاة الخط الدرامي الأبرز في المسلسل، تتقاطع خطوط أخرى، إذ «تعيش هذه الفنانة صراعاً مع نجوميتها، ويلاحقها صحافي (وجيه صقر) يريد تحطيمها لأنها لم تبادله حبّه»، موضحة «توقفت طويلاً عند الصحافة الصفراء التي تشترى وتباع، مع اعترافي بوجود أقلام جيّدة». وتعطي برصونا للصداقة مساحتها في العمل، فرفيقتها سالي (أنّا سعد) التي تعيش بدورها صراعاً مع أبويين قاسيين (عاطف العلم وختام اللحام)، تحب أن تتشبه بها. وهنا، نجد نموذجين: الأول تمثله فنانة تتنعّم بالحرية من دون حدود أو قيود، والثانية هي فتاة تعيش في المجتمع نفسه، غير أنها تعاني من الكبت بسبب ضغط والديها.
من هنا، تؤكد أن قصتها تراجيديّة مستقاة من صلب الواقع اللبناني، البعيد كل البعد عن الأجواء المكسيكيّة، «لكنني لم أعتمد تراجيديا البكاء والنوح، بل تتضمن المشاهد نفحة كوميديّة تستند في المقام الأول إلى الحوارات السهلة والخفيفة». لكن المسلسل يتطرق إلى حياة رجل ينتمي إلى عائلة سياسيّة ويستعد لتولي منصب نيابي. هل يتقاطع هذا مع حكاية «غريبة» حيث جسد عمّار شلق الدور نفسه؟ تجيب بحزم: «الشخصيّة قريبة... لا أدري إذا حصل توارد أفكار بيني وبين الكاتب فاخوري، أو بقيت فكرتي عالقة في ذهنه يوم أخبرته عنها، وقرأ مشاهد من الحلقة الأولى قبل أكثر من ثلاث سنوات. لكن مهلاً، أنا لا أجزم في الموضوع ولن أتهمه طبعاً بسرقة فكرتي. ومع ذلك، شخصيّة السياسي في «حب ممنوع» تبدو مختلفة بعض الشيء عنها في «غريبة»».
لم تدرس برصونا السيناريو سابقاً، «فقد اتكلتُ على الموهبة وعلى خبرتي كممثلة، الأمر الذي أفادني في تقطيع المشاهد. كما أنني أدرك الإمكانات الإنتاجيّة وأعرف المحظورات التي لا يسمح للدراما التطرق لها». وتعرب برصونا عن شكرها «للمنتج مروان حداد صاحب شركة «مروى غروب»، أكثر الداعمين لي كممثلة سابقاً وككاتبة حاليّاً، وللكاتبة منى طايع التي قدمت لي المساعدة والنصيحة، ولم يفتها أن تتصل بي لتهنئتي ببدء التصوير». وتتحدث عن تجاوب الممثلين الذين «أعبجوا بالحوار وفوجئوا بالعمق في شخصياته»، معتبرة أنه «لو لم يكن نصي جيّداً، لما خاطر المنتج بدفع مصاريف تصوير الحلقة الأولى». وعما إذا اتفق على عرض المسلسل على شاشة «أل بي سي»، توجّه السؤال «إلى الشركة المنتجة التي طرحت فكرة جمعي مع بيتر سمعان مرّة أخرى على القناة، فلاقت ترحيباً، وأعتقد أن من حقهم قطف نجاحنا معنا».
وفيما تعود لاستكمال تصوير مسلسلها في غضون أسابيع قليلة، تنتظر برصونا عرض حلقات «الليلة الأخيرة» من سلسلة «زمن» للكاتبة كلوديا مرشليان وإخراج سمير حبشي وإنتاج «رؤى بروداكشن» خلال أيلول (سبتمبر) المقبل، مشيرة إلى أنها تجسّد شخصيّة آمال التي «تجمع كل أفراد العائلة من أولاد وأحفاد، لتحتفل معهم بعيد ميلادها الخامس والسبعين، ولتخبرهم قصة حياتها بأفراحها وأتراحها، خصوصاً أنها خائفة من الموت في هذه الليلة، بعدما أخبرتها إحدى المنجّمات التي صحّت جميع توقعاتها في الماضي، بذلك». وتنفي برصونا معرفتها بترشيح فيفيان أنطونيوس قبلها للدور وسحبه منها بحجة حملها، وتؤكد أنها «لو أدّته لكانت أعطته من روحها». ولا تمانع بعد البطولات الأولى، في تجسيد الأدوار الثانوية، إذا ما كان الدور يقدم رسالة، «فلطالما كنت انتقائية». وعينها على دور في فيلم «وصار إنساناً» عن حياة السيد المسيح الذي كتبته كلوديا مرشليان، ولم تحدد الشركة المنتجة توقيت بدء تنفيذه بعد.