باسم الحكيم
خير وسيلة للدفاع هي الهجوم... هذا ما حاول الكاتبان مروان نجار وشكري أنيس فاخوري اعتماده في ندوة عن الدراما اللبنانيّة، شاركت فيها منى طايع، وأقيمت الجمعة الماضي، على هامش معرض بيروت العربي الدولي للكتاب. في اللقاء الذي تميّز بحضور خجول جدّاً، وغياب تام لأهل التمثيل والصحافة، رأى نجّار أن «الكاتب يرتكب (وليس يكتب) دراما لبنانيّة، لذا يُحمَّل وحيداً وزر أزمتها»، متسائلا عمّاً إذا كان عليه وعلى زملائه ترك التلفزيون لأهل السياسة والكباريهوخلص إلى أن «الدراما ليست ضحيّة ممتهنيها، بل ضحية الشروط القاسية التي تفرض على الكاتب، من أجل عصر النفقات». وانتقد معايير اختيار الشاشات المحلية لبرامجها، إذ تتحكم بها «محاسن الصدف» (المزاجيّة)، محذراً من خطر تلفزيون الواقع الذي يصفه بـ«تلفزيون الفئران»، متوقعاً انحسار موجته قريباً. وذلك «لأن حياتنا مختلفة عن حياة الغرب الذي لا يعرف ما يحصل في بيت جاره، فيجد ضالته في هذه النوعية من البرامج. ولا سيّما أن تقاليدنا تمنعنا من تجاوز الخطوط الحمراء الأخلاقيّة التي لا يراها الغرب كذلك». كما وجّه أصابع الاتهام إلى المتطفلين الذين يسكنون الدراما، ويستسهلون الحكم على النصوص، مؤكداً أن «لا أحد يشتغل للذوق العام وهناك من يشتغل لذوق العامة». وأبدت طايع تفاؤلاً حذراً، «لأن الدراما محليّاًَ ممتازة، لكن تنقصها السوق العربيّة»، مشيرةً إلى أن «الإحصاءات تبيّن أن نسبة مشاهدي الدراما، أكبر من نسبة مشاهدي برامج الواقع والاستعراضات والإبهار».
من جهته، دعا فاخوري إلى «كتابة قصص تقنعنا كلبنانيين، نعالج فيها مشاكلنا»، مخالفاً رأي طايع في مراهنتها على السوق العربيّة. كما رفض حجة أن «العائق دون تسويق الدراما يكمن في أنها لا تشبهنا»، متسائلاً «عما إذا كانت الدراما المصريّة والسوريّة والخليجيّة التي تشتري شاشاتنا ساعتها الواحدة بأربعين ألف دولار تشبهنا(!) فيما ترصد للحلقة الدراميّة المحليّة، نصف هذا المبلغ». وحدد «مشكلة الإنتاج بعدم الصرف... هكذا، يكتفي صنّاع الدراما بالاهتمام بشكل الممثل وجمال القصّة، من دون الالتفات إلى الحركة المشهدية والتقنيات والصوت». وفيما اتهم بعض الكتاب المصريين والسوريين بالنمطية، أكد أن «الكاتب اللبناني أبعد ما يكون عنها»، داعياً منتجاً شجاعاً إلى الصرف على الدراما المحلية، وتقديمها مجاناً إلى الفضائيات، «فإذا أعجبها فلتعرضه، ثم نتحدث بعد ذلك عن الخطوات اللاحقة». وانتقد «الهجنة» التي رافقت مسلسلات سورية طرحت موضوعات حسّاسة، فيما تناولها نجار قبل تسع سنوات في «طالبين القرب». كما أشار إلى أن «الحل بإيدك» طرح موضوعات، لم يجرؤ أحد على أن يحلم بالتطرق إليها. سجّل الكتّاب الثلاثة مواقفهم من وضع الدراما، ووجدوا في ضيق ذات اليد، حجة مناسبة وكافية لتدني مستوى الدراما. لكنهم لم يحمّلوا أنفسهم أي مسؤوليّة، فاكتفى فاخوري بالقول: «نحنا مناح، مشكلتنا أنو ما معنا». أضف إلى ذلك أن الندوة لم تستضف أياً من المنتجين الذين يتحملون جزءاً أساسياً من المسؤولية، أو مخرجين يتهمون الكتّاب بتراجع الدراما، لأنهم يلغون دور المخرج لصالح النص.