فاطمة داوود
القلب الطيب لم يجلب له سوى المتاعب. لقد
حورب معين شريف في «استديو الفن»، وعانى إهمال شركات الإنتاج... لكن ماذا تنفع الشكوى؟ «قلبك طيب» هو عنوان الألبوم الذي يطلقه عبر سلسلة حفلات، أولها هذا المساء... في وسط بيروت

بعد غياب سنتين ونصف سنة، يعود معين شريف الى الساحة الغنائية مع ألبوم «قلبك طيب»، من إنتاج شركة «روتانا». في حديثه إلى «الأخبار»، يؤكد شريف أن الأحداث السياسية التي عاشها لبنان، واستمرار الاعتصامات، وما رافقها من تشنّج على الصعيد الاجتماعي والنفسي، عوامل جعلته يتريثّ في إصدار جديده، فـ«الألبوم أنجز منذ عام، لكن التأخير لم يكن بيدنا». وهذه المرة أيضاً، يرفع الابن الروحي لوديع الصافي، لواء الأغنية اللبنانية، لكنّه اختار بعض الأعمال الخليجية والمصرية. وهو ينفي أن تكون نيته تطعيم العمل بلهجات جديدة، من أجل كسب ودّ الجمهور المصري، أو مغازلة أهل الخليج، «كل ما في الأمر أنني أعجبت بهذه الأغنيات، فأدرجتها في الألبوم». لكن لماذا يعتبر كسب ودّ الجمهور عيباً، وخصوصاً أنّ هناك من يتّهمه بالتقصير: يجمع الوسط الفني على جمالية صوته، لكنه ينتقد عدم تحقيقه الشهرة الكافية؟
يجيب بهدوء: «لا أُحسد على ما أنا عليه. لم أعد أعرف إن كان الصوت الجميل نعمة لصاحبه أم نقمة عليه. اختياراتي الغنائية باتت عبئاً عليّ. منذ البداية عرفت أنّ واجبي هو مجاراة العصر الفني، وإلاّ فسأغرّد خارج السرب. سأُعتبر مجنوناً لو غنّيت «طلّ الصباح» مثلاً أو «رباعيات الخيّام»... للأسف، لم أحظَ بعد بعمل فني يظهر كل قدراتي الصوتية، وأؤكد أن الجمهور لم يعرف بعد حقيقة معين شريف. لذا، أطالب جميع العاملين في الوسط الغنائي بأن يتوقفوا عن دعم من أذى آذاننا وأعيننا، وأجلس أصحاب المواهب الحقيقية في المنزل».
هل تقاعسه نابع من شعوره بالاكتفاء بالتقدير المعنوي؟ يجيب: «إن كان المقصود اتهامي بالكسل فهذا مرفوض. بدأت مسيرتي الفنية في عمر التاسعة، ودرست الموسيقى في الكونسرفاتوار لسنوات طويلة. لكنني حوربت بشدة وواجهت الكثير من الصعوبات، وخصوصاً أثناء فترة تعاقدي مع مكتب «استوديو الفن». أشعر بالظلم وأعوّل اليوم على جهود الشركة المنتجة في ترويج الألبوم حتى يتعرّف الجمهور العربي عليّ».
في المقابل، لا يكترث شريف لـ«عرض عضلات» صوته، «عوض أن أبحث عن العمل الجيد، يطالبني بعضهم باستعراض قدراتي الصوتية... قوة الصوت لا تبرز بغناء الطبقات العالية. يكفي أداء الأغنية بإحساس مرهف حتى تصل الى مسامع الجمهور، ولعل تجربة فضل شاكر دليل قاطع على ذلك».

مفاوضات فاشلة

لن تطول فترة تعاقد معين شريف مع شركة «روتانا»، فالعقد الموقّع بينهما ينتهي مع صدور ألبوم العام المقبل. على رغم ذلك يحرص المغني اللبناني على حسن العلاقة بين الطرفين، بعدما رفض إطلاق ألبوم «وديعيات 2» مع شركة الإنتاج السابقة، حتى لا يتسبب في أي إحراج لـ«روتانا». وخاض مفاوضات طويلة مع الشركة، استمرت لأشهر، حتى يحقق رغبته في التعاون مع المخرج سعيد الماروق في تصوير أغنية «قـــــــــلبك طيب». لكن الرياح جرت عكس ما تشتــــــــــهي السفن، فالخلاف بين الشركة والماروق، جعله مرغماً على اختيار المخرج وليد ناصيف بعدما لمس لديه الرغبة والاندفاع لتنفيذ فكرة جميلة تناسب تطلّعاته، «عرض عليّ ناصيف فكرة جميلة، فاقتنعت بها من دون إجراء أي تعديل يذكر. وسنبدأ التصوير يوم الخميس المقبل».
أخيراً، وقّع شريف ألبوم «قلبك طيب» قبل أسبوعين في برنامج «مع حبي». ويقوم بجولة عربية لتسويق الألبوم، تبـــــــدأ مساء اليوم من بيروت حيث يلتقي الجمهور وأهل الصحافة في «مقهى روتانا» في وسط المدينة، ثم القاهرة ودبـــــــــــي. لكن مَن مِن زملائه هنّأه على صدور الألبوم؟ يجيب: «اتصل بي حســــــين الجسمي، كذلك الكبير وديع الصافي، ووائل جسّار وجو أشقر وآدم، ولكن هناك آخرين، كنت أتابع أعمالهم، وأرعاهم لم يكلّفوا أنفسهم عناء الاتصال، وهذا ما أستغربه في وسط فني مليء بالجاحدين».