جوان فرشخ بجالي
سيُكشف النقاب أخيراً عن أسرار مقبرة أور العراقية، فقد قررت أوفري باتسغارد أمينة متحف جامعة بنسلفانيا الأميركية إجراء مسح إشعاعي على الهياكل العظمية لإبراز صور لوجوهها بأبعاد ثلاثية ومعرفة تاريخها افضل. عام 1920 عثر عالم الاثار ليونارد وولي على المقبرة الملكية في مدينة اور الواقعة في جنوب العراق، وجد فيها مدافن تحوي العشرات من افراد الحاشية: نساء زُينت رؤوسهن بتيجان من الذهب، ورجال ماتوا مرتدين الخوذات. بعد عملية حفر القبور، تقاسمت جامعة بنسلفانيا والمتحف البريطاني (أي الجهتان اللتان موّلتا عملية الحفر) الهياكل العظمية وآلاف القطع التي دُفنت قبل 4600 عام. لغز وفاة أفراد الحاشية ما زال يثير فضول المهتمين بالآثار. بعض الباحثين تحدثوا عن عملية «انتحار جماعي» نفّذه أفراد الحاشية الذين ساروا في الموكب خلف جثمان الملك، ولما وصلوا الى القبر شربوا سماً، معتقدين أنهم سينتقلون مع الملك الى حياة ثانية. المتحدثون بهذه النظرية يلفتون إلى العثور على عشرات الكؤوس داخل القبور.
فريق آخر من الباحثين في شؤون الآثار يعتقد بأن أفراد حاشية الملك قُدموا ذبائح بعد وفاة الملك، وتم تحنيط جثامينهم ثم دفنوا.
وأعاد فريق ثالث من الباحثين القضية إلى نقطة الصفر إذ شكك في وصف المدفونين في مقبرة أور، وتساءل هل هم حقاً افراد من الحاشية ام اشخاص أُحضروا من بلاد بعيدة لكي يدفنوا مع الملك؟
بدأت باتسغارد العمل في مختبر مستشفى جامعة بنسلفانيا مع باحثين آخرين، وقد ظهرت على شاشة الكمبيوتر صور وجوه، ومنها وجه جارية ملك اور المغطى بالمجوهرات الذهبية اكتشف فيه ضرس يمكن قتلاعه. وذلك سيسمح بإجراء دراسات عن نوع الطعام الذي كانت تتناوله او حتى استخراج الحمض النووي لمعرفة اصلها.