strong>داني الأمين
يصر أهالي بلدة عيتا الشعب على أن يستعيدوا إيقاع يومياتهم كما كانت قبل عدوان تموز، وفي وسط ورشة إعادة إعمار البلدة الجنوبية يقوم مركزا تجميل في منزلين من الحديد.
صالون لميا في البلدة دُمر كما دُمرت مئات البيوت، لكن صاحبته لميا حيّوك وجدت البديل بسرعة، استعانت بمنزل جاهز (هنغار) كانت تستخدمه قوات الطوارئ الدولية، فوضعت فيه كل العدة اللازمة وفتحت أبوابه. تتذكر لميا صالونها القديم بشيء من الحنين، تقول: «الحرب دمرت المركز المؤلف من وحدتين، لكن الحاجة إلى العمل وكثرة الطلب جعلاني أسرع في البحث عن بديل، ورغم ندرة وجود أماكن للإيجار لم أشعر باليأس، ووجدت هذا المنزل الذي يشبه «الهنغار» فابتعته من أحد العاملين مع قوات اليونيفيل بأربعة آلاف دولار».
وتشير حيّوك إلى أن «عدد الزبونات تراجع بعد الحرب، لكنه ازداد في مطلع الربيع، ولم تتوقف حالات الزواج؛ حتى أن النسوة اللواتي أرهقتهن الحرب، أردن التعالي على آلامهن، بإدخال نوع من الحياة إلى وجوههن». ومن المعروف أن أهالي عيتا الشعب يلتزمون بالطقوس الدينية.
عبير سرور متخصصة في أمور التزيين النسائي، افتتحت صالون تزيين في عيتا الشعب بعد العدوان الإسرائيلي الأخير، وأكدت أن «الحجاب لا يلغي اهتمام النساء بجمالهن»، ولفتت إلى أن «الحرب المؤلمة لم تزرع اليأس في قلوب أهالي الجنوب، بل جعلت نساء عيتا يهتممن أكثر بجمالهن في محاولة لتبديد كل معالم الحزن والخوف والقلق».
اللاّفت كذلك أن «صالوني» التزيين النسائي في عيتا الشعب، لا يستقبلان الزبونات من البلدة فقط، بل تقصده نساء القرى والبلدات المجاورة أيضاً.