القاهرة ـــ محمد محمود
مع انطلاق تصوير مسلسلي «الدالي» و«المصراوية»، عادت دراما الأجزاء تفرض حضورها في ساحة الإنتاج التلفزيوني. إلا أنها ستدخل اختباراً صعباً حتى تثبت أنها ما زالت قادرة على المنافسة. الجمهور اعتاد في السنوات الأخيرة أن تنتهي الأعمال الدرامية بعيد حلول هلال العيد. أضف إلى ذلك أن المسلسلات الطويلة مثل «ليالي الحلمية» و«المال والبنون» و«زيزينيا» واجهت مشاكل عدة تتعلق بالإنتاج أولاً، ثم موافقة النجوم على استمرار مشاركتهم فيها. وفما يُتهم صنّاع الدراما بتفصيل مسلسلاتهم «على مقاس» الممثلين، لم يعد سهلاً الجمع بين يحيى الفخراني وصلاح السعدني مرة أخرى مثلما حدث في «ليالي الحلمية»، أو تكرار تجربة «الشهد والدموع» التي خرّجت وجوهاً جديدة مثل خالد زكي وعبلة كامل وإبراهيم يسري، نجوماً. لكن أسامة أنور عكاشة أراد أن يعيد بريق الأيام الخوالي، لذا ترك كل المشروعات الرمضانية منذ عامين تقريباً، وتفرّغ لكتابة «المصراوية» الذي أكد أنه خاتمة مشواره الطويل مع الدراما التلفزيونية. لكن المعضلة لم تكن في الكتابة، ولا حتى في البحث عن مخرج، فنتائج تعاونه مع رفيق الدرب اسماعيل عبد الحافظ مضمونة، إنما تكمن المشكلة في قضايا تتعلق بالإنتاج والنجوم. هنا، يظهر تلفزيون «دبي» (منتج العمل) ليؤكد أن الفضائيات باتت المنقذ الوحيد لهذا النوع من المشاريع الضخمة (خمسة أجزاء) التي تحتاج إلى ميزانية كبيرة وصلت إلى بناء قرية تصوّر فيها أحداث الجزء الأول. إذ لم تعد قرى مدينة الإنتاج الإعلامي تناسب المسلسل الذي تبدأ أحداثه في عام 1914، مع بداية الحرب العالمية الأولى. وهو ما يعني أن المدينة (أكبر جهة انتاج حكومي في مصر) باتت بعيدة من ملعب المسلسلات الضخمة.
ثم جاء اختيار الأبطال. وهنا، اعتمد عكاشة على نقطتين: النص، وهو القوة الحقيقية في العمل، ثم اعتماد أسماء حققت نجومية متوسطة. هكذا مثلاً، لم تتردد غادة عادل في قبول دور الزوجة الثالثة لهشام سليم في دور «العمدة فتح الله». وهي تجسّد دور فتاة من أصول تركية يطلق عليها الناس اسم «المصراوية» نسبة إلى مصر. فيما يختصر اسم المسلسل أيضاً تاريخ مصر منذ انطلاق الجزء الأول، وحتى نهاية الجزء الخامس المنتظر أن يدخل شخصيات أدت دوراً أساسياً في السنوات الأولى من القرن الحادي والعشرين. وأعلنت أسرة المسلسل أن طريقة كتابة الأجزاء ستسمح باستبعاد بعض الشخصيات عن الاحداث إذا اعتذر أصحابها عن الاستمرار في التصوير.
وإذا كان نور الشريف قد أعلن، كما ذكرنا سابقاً، أن مسلسل «الدالي» سيقدم في أجزاء، فإن عقود الاحتكار التي وقعت مع الوجوه الجديدة قد تلزمهم المشاركة في جميع الحلقات التي تحمل توقيعي المؤلف وليد يوسف والمخرج يوسف شرف الدين. وعلى صعيد الكوميديا، قررت «أم بي سي» تقديم جزء ثان من الحلقات الكوميدية «أحمد اتجوز منى»، ويجري الإعداد حالياً للجزء الثاني من «تامر وشوقية» الذي عرض على قناة «المستقبل». ويواصل اللبناني أسد فولادكار تصوير جزئين دفعة واحدة من «راجل وست ستات».

  • أصدرت المحكمة أخيراً قراراً جاء لمصلحة فريق العمل الأول في مسلسل «السائرون نياماً» (راجع «الأخبار» العدد 208). وأكد الحكم أحقية الفريق الأول في تنفيذ المسلسل بناءً على العقود التي وقعوها مع محيي الغمري، الرئيس السابق لقطاع الانتاج بالتلفزيون المصري. وهي العقود التي لم تعترف بها خليفته راوية بياض خصوصاً بعد اعتذار المخرج هاني لاشين عن الاستمرار في العمل، وترشيح محمد فاضل بدلاً منه. وما كان من هذا الأخير إلا أن رشّح زوجته فردوس عبد الحميد للبطولة، وأن تحلّ محلّ لبنى عبد العزيز التي أصيبت بصدمة، وشنّت هجوماً على فاضل في جميع الصحف المصرية. وما إن صدر الحكم حتى أعلنت عبد العزيز، العائدة بعد غياب، أن قرار المحكمة كاف لرد كرامتها، وأنها لن تعود إلى العمل مرة أخرى. غير أن ممدوح الليثي، نقيب السينمائيين، ناشد هاني لاشين ولبني عبد العزيز وسعيد صالح (الذي استبعد عن العمل أيضاً بعد تسلم فاضل مهمة الإخراج) العودة إلى استديو «السائرون نياماً».