ليال حداد
يجلس الأطفال الستة قرب مدرسة القلبين الأقدسين في منطقة الأشرقية. وتبدأ الاقتراحات: “وليد أو طلال أو ربما أكرم، وئام، وائل”. هؤلاء الأطفال يبحثون عن اسم درزي لشخصية من هذه الطائفة تؤدي دوراً رئيسياً في المسرحية التي يتمرنون عليها لتقديمها أمام أهالي الأحياء المجاورة.
“نحن أطفال مسيحيون لم نتعرف يوماً باللبناني المسلم، لذلك نجد صعوبة في اختيار الأسماء المسلمة”. هذا ما قاله جوني قازان مؤلف المسرحية الذي يلعب دور المسيحي القواتي فيها.
تدور أحداث المسرحية في منطقة بيروت حيث يقوم عمر وعلي وجورج (مسيحي قواتي) وطوني (مسيحي عوني) والشخصية الدرزية كل على حدة بتأمين حصة طائفته من الحديقة التي تجاور منازلهم جميعاً. فتبدأ التحالفات والخطط “الوسخة”، كما أكد جوني، وتبدأ معها عمليات القتل والسرقة التي يقوم بها شخص من الحي الآخر استغل خلاف هؤلاء ليحقق مصالحه.
حين سألنا هؤلاء الأطفال كيف قرروا القيام بالمسرحية ومن شجعهم على الفكرة ردوا بغضب: “نحن اتخذنا القرار بعدما رأينا كيف أن أهلنا الذين كانوا أصدقاء وجيراناً منذ أكثر من عشر سنوات بدأوا يختلفون على السياسة”.
لا يبحث هؤلاء الصغار عن خشبة، سيقدمون المسرحية في ساحات أحياء عديدة. هم يعلمون أن المسرحية لن تنجح وأن عدد مشاهديها سيكون قليلاً، لكن هي محاولة من أولاد لم يتجاوز عمرهم الثالثة عشرة وملوا الخلافات السياسية.
“نريد أن نوجه رسالة إلى الحكام وإلى الكبار لنقول لهم إن العلاقات بين الناس أهم من كل السياسة ومن كل المراكز”، قال أسعد هيكل بنبرة من يخطب بجمهور كبير. لكل من هؤلاء الأولاد توجهاته السياسية المتأثرة حتماً بجو الاهل كما يعترف الجميع.