فاطمة داوود
خلافات جمال مروان مع شركائه وصلت إلى قاعة المحكمة. لكن صاحب «ميلودي» لم يعد يلهو بالكليبات فحسب، بل يخوض معركة الإنتاج السينمائي، كما يدخل في شراكة مع LBC، ويطلق قنوات جديدة قريباً

لطالما أثار اسمه الجدل واتهمته الصحافة بإفساد الفن العربي. لكن وسط حملة الانتقادات، ظلّ جمال مروان واثقاً بنفسه وأعماله، بعدما حققّ حلمه وأحدث «انقلاباً» في عالم الفن عبر افتتاح قناة «ميلودي» للموسيقى، وشركة الإنتاج الخاصة بها. لا تختلف تركيبة القناة عن شخصيته، فهو يتمتع بجرأة زائدة ودينامكية مرنة... يتحدّى ويقارع حتى شركاءه. وها هي قضيته المعقّدة مع شريكه السابق ورجل الأعمال المصري نجيب ساويرس تتصدر عناوين الصحف المصرية. وما إن وقّع الثنائي مذكرة تفاهم تقضي بدمج شركة «فايم» (صاحبها ساويرس) مع «ميلودي»، حتى دبّت الخلافات ووصلت إلى قاعات المحكمة. في حديثه إلى «الأخبار» يوضح مروان سبب المشكلة وتعاونه مع LBC، ومنافسته «روتانا»، وشركة إنتاج الأفلام التي أطلقها أخيراً.
في البداية، يؤكد مروان أن خلافه مع شريكه الذي افتتح أخيراً قناة OTV، سبّبها موظفو قسم الإعلام والإعلان في شركة ساويرس. ويقول: «هم لا يفقهون بأصول المهنة، إذ تمّ خرق جميع البنود المنصوص عليها في «عقد المؤسسين» بين الطرفين. حسب العقد، قد يتمكن هؤلاء من فصلي بعد 3 سنوات من توقيع المذكرة، كما منعوني من تحرير شيكات تتعدى قيمتها الـ1500$، وطلبوا منّي الاستغناء عن خدمات شركة «ميمس» لصاحبها أنطوان شويري، وهي الوكيل الحصري لإعلانات قناة «ميلودي» في العالم». ويوضح: «الدعوى القضائية تتمحور حالياً حول استرداد العربون الذي دفعه لنا ساويرس. وقد رفض عرضنا لسداده إلاّ بعد حصوله على تعويضات مالية إضافية، ما يدلّ على سوء النية وعدم الرغبة في فضّ النزاع بطرق وديةّ». ويضيف بعصبية بالغة: «قبل أيام عرض الشيكات التي حررّتها له كضمانة مقابل العربون، على المصرف لاستحصالها. كان هدفه الإساءة إليّ بعد أن يتبين أنها من دون رصيد، كونها شيكات للضمانة فحسب... وقد اتخذت الاجراءات القانونية اللازمة من خلال المحامين الموكلين الدفاع عنّي». وهو ينفي نفياً قاطعاً نيته بيع القناة، و“إذا سعيت إلى مزيد من الأرباح، فسأطرح أسهمها في البورصة”.
وماذا عن المغنية جوانا ملّاح التي انفصلت تلقائياً عن «ميلودي» لارتباطها بعقد انتاجي مع نجيب ساويرس؟ يجيب: «عندما انفصلت عن ساويرس، قلت له بالحرف: «لو سمحت، خذ جوانا معك!». من هنا، يؤكد مروان أنه لا يتخلى عن حقوقه بسهولة، إنما هو قادر على الانتقام. وهذا ما حصل مع المغنية المصرية مي سليم التي اتخذت قراراً بالانفصال عن «ميلودي» والالتحاق بشركة ساويرس أيضاً. وقد أجبرها جمال مروان على العودة بعد تقديم شكوى الى نقابة الفنانين. وتم إجبارها على دفع مبلغ مليوني دولار، قبل أن ينهي مروان عقدها في اليوم الثاني لتنفيذ القرار، لكن من دون تغريمها المبلغ المذكور.
بعيداً من المشاكل، يتحدث مروان بحماسة عن تركيبة «ميلودي» الغريبة التي تعرض كليبات أجنبية مثيرة ثم تتبعها بأغنيات دينية. ويقول: «رفعت القناة شعار مليودي تتحدّى الملل، وسياستنا تسير وفق ذلك». لذا، يرفض اتهامه بعرض فيديو كليبات ممنوعة في أميركا، موضحاً أن الأعمال التي يقدمها على شاشته لا تتخطّ مفهوم الإيحاء... وإن كانت أغنيات «دانا» و“روبي” ممنوعة عن باقي القنوات، فهذا بسبب الحصرية وليس قياساً إلى مستواها الفني». يفتخر جمال مروان بقدرة شركته على إطلاق نجوم لامعين في العالم العربي، وذلك «خلافاً لشركة «روتانا» التي تستقطب كبار الفنانين والنجوم ثم يخفت بريقهم طيلة سنوات التعاقد معها... هناك أمثلة كثيرة، لعلّ أبرزها للفنانين أنغام وإيهاب توفيق وخالد عجاّج... ويؤكد: «تسعى «روتانا» إلى ضمّ أسماء كبيرة تحت خيمتها، ثم تقضي عليها»، مستثنياً عمرو دياب الذي يرى أنه «ظاهرة لا تخضع لمزاجية شركات الإنتاج». من جهة ثانية، يكشف عن العرض الذي تقدّم به إلى «روتانا» للتعاون وتبادل الكليبات. لكن عرضه قوبل بالرفض بسبب قلّة انتاج «ميلودي»، معترفاً بانتشار «روتانا» في الخليج العربي فحسب، ولا يخشى مروان النقد وحتى القدح والذم، بل يعتقد ان نجاحه يعتمد في المقام الأول على تناول وسائل الإعلام لأعماله مدركاً أن مجرّد ذكر اسمه يسهم بزيادة المبيعات. ويوضح أن وضعه الاجتماعي كحفيد للزعيم جمال عبد الناصر أسهم في إذاعة صيته، مؤكّداً أنه لو كان جدّه على قيد الحياة لكان فخوراً به حتماً.
إلى جانب قنوات الموسيقى والأفلام، يحضّر جمال مروان لمشاريع عدة بينها إطلاق قناة موسيقية جديدة اسمها «ميلودي تريكس» تبث حوالي ثماني عشرة ساعة يومياً في شكل حيّ ومباشر من مدن عربية عدة. كما يسعى إلى توسيع شبكة محطات «ميلودي» الإذاعية في المغرب العربي والأردن. وهو سبق أن أسس الأسبوع الماضي شركة «ميلودي بيكتشر» لإنتاج الأفلام، وهي ستبدأ باكورة إنتاجها مع فيلم «حوش اللي وقع منّك» بطولة أحمد رزق وعزت أبو عوف وبشرى. أما شراكته الجديدة مع LBC فأفضت الى تبادل البرامج الفنية مثل “لمن يجرؤ فقط” و“ستار أكاديمي” بنسخه الأربعة، وستعرض جميعها على «ميلودي أرابيا».